ولدت هارييت بيتشر ستو ( 1811- 1896) في أسرة متدينة أمريكية، وكان لها ولع شديد بالقراءة والاطلاع، ثم اشتغلت بالتدريس. وذات يوم زارت منطقة بإحدى الولايات الجنوبية، وشاهدت قصور الأغنياء وبجانبها أكواخ الرقيق ( العبيد السود الأفارقة)، وسمعت الكثير عن الفظائع التي ترتكب في حقهم. في عام 1852 أصدرت ستو رواية شهيرة هي كوخ العم توم، وكانت تهدف من كتابتها إلى المطالبة بإلغاء الرق الذي كان سائدا في أمريكا بالولايات الجنوبية، دون الولايات الشمالية، وسرعان ما إيقضت هذه الرواية الضمير القومي والعواطف الإنسانية، إشفاقا على الرقيق. تدور أحداث الرواية حول العم توم، وهو عبد أسود عجوز طيب القلب، ولكنه يتعرض دائما للضرب بقسوة حتى فارق الحياة في يوم ما. وكان العم توم يساعد العبيد على الهرب إلى كندا حيث الحرية لهم. وتشرح ستو بالتفصيل ما كان يتعرض له هؤلاء العبيد من مطاردات غير إنسانية من الرجال المسلحين والكلاب الضخمة الشرسة، وكان العم توم يتحمل الضرب والإهانات حتى لا يخون العبيد الذين هربوا. بعد صدور رواية كوخ العم توم بمدة قصيرة أصبح من أكثر الكتب مبيعا، في الولاية المتحدة وانجلترا. ويعتقد المؤرخون أن هذه الرواية بسبب أحداثها المأساوية عما يعانيه العبيد السود ساعدت على اندلاع الحرب الأهلية الأمريكية (1861- 1865) التي انتصرت فيها الولايات الشمالية على الجنوبية.
الجمعة، 18 ديسمبر 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق