رحل كارافاجيو من المدينة التي ولد بها في ايطاليا، إلى العاصمة روما، عندما كان في العشرين من عمره، وهناك بدأت موهبته في الرسم تظهر بوضوح، وأصبح له أسلوب مميز يخالف المدرسة الفنية لعصر النهضة، التي كانت تعتمد على الضوء المركز في اللوحة والتضاد القوى بين النور والظلام والمبالغات الخيالية مثل تعديل النسب فيبدو الرأس صغيرا بالنسبة لطول الجسم، أو الحركات المسرحية الغريبة. يعد كارافاجيو من كبار فناني القرن السابع عشر، وذلك للثورة التصويرية التي حققها عن طريق العودة إلى الطبيعة والواقع والبعد عن المبالغة، والتحكم في إبراز حجم الأشياء بتسلط الضوء عليها بشكل جانبي. ولقد انتشر هذا الأسلوب الفني في كل أوروبا. من أشهر لوحات كارافاجيو السقوط من فوق الحصان التي رسمها عام 1600، وفيها يبدو الضوء قادما من مكان مجهول خارج اللوحة، ولكنه يضفي عليها تجسيما رائعا، كما أن هناك تناسقا تكوينيا بين الشخصية والحصان، ويبدو الشخص الراقد فوق الأرض وكأنه يستقبل الموت بذراعيه. تتميز لوحات كارافيجو بوجود أشخاص أقوياء الأجسام، بينهم ترابط شديد، وخلفيات غنية بالألوان تغلفها ظلال غامضة، فتبدو اللوحة كبناء درامي متكامل. وكان كارافاجيو مجددا، إذ أوضح في كل لوحة وجهة نظر جديدة في قوة التصوير التعبيري بالفرشاة.
الجمعة، 18 ديسمبر 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق