ولد أبو بكر محمد بن زكريا الرازي (854-932م)، في الري جنوبي طهران، وانتقل في بداية حياته إلى بغداد وتوفي بها، هناك تلقى الكثير من العلوم والمعارف على يد العلماء الذين عاشوا في بغداد في ذلك الوقت. تفوق الرازي في الكيمياء والطب، وعندما مارس مهنة الطب، لم يكتف بتشخيص المرض وعلاجه الفوري، بل كان حريصا على مراقبة ما يحدث من تطور في حالة المرض، ومتابعة التغير الذي يتم في حالته مع تقدم العلاج. يعد الرازي من أوائل الأطباء الذين استخدموا معلوماتهم الكيميائية في الطب، كما يعتبر من أعظم الأطباء المسلمين على مر العصور. من الكتب التي قام بتأليفها المنصوري ورسالة في الجدري والحصبة ومنافع الأغذية والحاوي في علم التداوي. ويعد هذا الكتاب الأخير من أشهر كتبه، وهو عبارة عن موسوعة طبية، بالإضافة إلى سجل دقيق تناول فيه الحديث عن العديد من المعلومات الطبية المعروفة في عصره. يقع كتاب الحاوي في علم التداوي في ثلاثين مجلدا، قسمه الرازي إلى اثني عشر قسما، منها علاج المرضى وحفظ الصحة والجراحات والأدوية والتشريح، وذكر فيه بعض طرق العلاج التي استخدمها هو بنفسه، كما احتوى على عدد كبير من النباتات الطبية التي يمكن أن تشفي المريض دون أن يتناول العقاقير، وكذلك استخدامات الكحول النقي الذي كان الرازي أول من حضره في تحضير بعض الأدوية وفي علاج بعض الأمراض، وتضمن أيضا تأثير الغذاء على صحة الإنسان. ترجم الحاوي في علم التداوي إلى اللاتينية، واعتمدت عليه الجامعات الأوروبية في تدريس الطب، حتى منتصف القرن السابع عشر الميلادي.
الجمعة، 18 ديسمبر 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق