ولد ابو بكر محمد بن طفي القيسي المعروف بابن طفيل عام 1112م بقادس في غرناطة بالأندلس، وكان ابن طفيل فيلسوفا وطبيبا عربيا أندلسيا، اشتغل حاجبا لدى حاكم غرناطة، ثم وزيرا وطبيبا لأمير الموحدين بمراكش أبي يعقوب يوسف. كتب ابن طفيل عددا من الكتب الفلسفية، منها كتاب أسرار الحكمة المشرقية ورسائل في النفس. كان ابن طفيل يعتمد على الحس والعقل، كأداتين رئيسيتين من أدوات المعرفة الإنسانية، ومن أشهر كتبه قصة حي بن يقظان. تدور أحاث القصة حول مولد رضيع ألقي عقب ولادته داخل صندوق حملته رياح البحر إلى شاطئ إحدى جزر الهند المهجورة. هناك عثرت عليه غزالة وتبنته وأرضعته وصارت أما له، وفي ظل الظروف الطبيعية فوق الجزيرة، استطاع هذا الطفل أن ينمو ويوفر غذاءه ومسكنه وملبسه، بفضل ذكائه الفطري، وكان يقضي وقته داخل مغارة يتأمل في روعة الكون. ذات يوم التقى برجل تقي أسمه أبسال أقبل من جزيرة مجاورة، وسرعان ما اطمأن كل منهما إلى صاحبه، وفي النهاية قررا الاعتزال داخل مغارة والتفرغ للعبادة. تعد قصة حي بن يقظان من أروع الأعمال الفلسفية التي حظيت باهتمام في العالم العربي والإسلامي، كما ترجمت في القرن السابع عشر الميلادي، إلى عدة لغات أجنبية. ولا شك أن إحدى هذه الترجمات هي التي أوحت للكاتب الإنجليزي دانيال ديفو (1660- 1731م) بتأليف روايته روبنسون كروزو، وتوفي ابن طفيل عام 1185م.
الجمعة، 18 ديسمبر 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق