يتمنع بعضنا عن تناول كوب من اللبن أو وجبة من الأرز واللحم والخضروات، لكننا جميعا سوف نرحب بالتهام كوب من الآيس كريم، فما هي أسرار تلك الحلوى اللذيذة المحببة عن الكبار والصغار في جميع أنحاء العالم؟ لقد عرف العالم أنواعا عديدة من الحلوى المثلجة قبل أكثر من أربعة آلاف عام، فقد وجدت أنواع مختلفة من الحلوى المصنعة من الثلج الممزوج بالسكر أو الفواكه أو العسل النحل في فترات مختلفة من التاريخ القديم في وادي الفرات وبلاد فارس ومصر واليونان وروما، ورغم أنه لم يكن لها نفس تركيب ومذاق الآيس كريم الذي نعرفه الآن إلا أنها كانت حلوى خاصة بالملوك والأباطرة فقط. الآيس كريم الشبيه بالذي نعرفه الآن ظهر لأول مرة في القرن الثامن عشر، وبدأ ينتشر في الأوساط الشعبية، وبدأت كتب ومجلات الطهي في بريطانيا والولايات المتحدة تنشر الطرق المختلفة لإعداده، وفي سنة 1843 صدرت في الولايات المتحدة أول براءة اختراع لماكينة تدار باليد لتصنيع الآيس كريم. أما الآيس كريم الذي يباع على هيئة قمع من البسكويت أي مخروط، وكذلك الآيس كريم الذي يقدم في طبق بيضاوي أو في كأس زجاجية ممزوجا باشوكولاتة والفواكه الطازجة والمكسرات والفانيليا فقد ظهر لأول مرة في أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر. وفي الولايات المتحدة في أوائل القرن العشرين. شهد النصف الثاني من القرن العشرين تنوعا كبيرا في أصناف وأشكال الآيس كريم وزيادة ضخمة في إنتاجه وشعبيته، بفضل انتشار الوسائل الرخيصة للتبريد والتجميد الكهربائي التي تستخدم في صناعة الآيس كريم، وانتشار محلات صناعته وبيعه انتشارا واسعا، كما تنافس البائعون في ابتكار أشكال ونكهات جديدة وإضافة مكونات متنوعة للآيس كريم بغرض جذب المشترين لمحلاتهم. وقد توصلت إحدى الشركات العالمية الكبرى في وقتنا الحالي لإنتاج 1000 نكهة من الآيس كريم. ومن أهم الابتكارات في القرن العشرين إنتاج نوع من الآيس كريم الرخو الذي تتخلله نسبة كبيرة من الهواء مما يقلل من تكلفة صناعته، وقد لاقى إقبالا كبيرا من الجمهور. أكثر الطرق انتشارا لشراء الآيس كريم هي أن تحصل عليه من المحلات المتخصصة الموجودة في أماكن متعددة، ولكن نظرا لانتشار صناعة الآيس كريم، والرغبة المنتجين في الوصول إلى كل مستهلك في كل مكان، فقد ابتكروا وسائل متعددة لذلك، ومنها الدرجات الكبيرة التي تحمل خلفها صندوقا عازلا للحرارة وتتجول في الأحياء والشوارع الصغيرة، وكذلك الشاحنات الصغير المجهزة بثلاجات على شكل صندوق كبير، والتي تذيع الأغاني والموسيقى الخاصة بالأطفال لتجذبهم إليها. وفي تركيا وأستراليا توجد قوارب مجهزة بثلاجات تبيع الآيس كريم لرواد الشواطئ، وبالإضافة إلى كل ذلك، فإنك تستطيع اليوم أن تشتري الآيس كريم من محلات السوبر ماركت أو محلات الأطعمة السريعة. يحتوي الآيس كريم عادة على دهون مستخرجة من اللبن بنسبة 10% من وزنه، وحوالي 15% لبن، وهذان العنصران يحتويان بدورهما على بروتينات وكربوهيدرات، كما يحتوي على السكر بنسبة حوالي 15% وعلى حوالي 60% ماء، هذا من حيث الوزن، أما من حيث الحجم فإن الهواء يشكل حوالي 50% من حجم الآيس كريم، هذا غير الإضافات الأخرى مثل الشوكولاتة والفواكه الطازجة أو المحفوظة والكريمة والمكسرات، وبذلك يعتبر الآيس كريم من أكثر المأكولات الغنية بالدهون والسكريات والتي تحتوي على كمية كبيرة من السعرات الحرارية، لذلك ينصح الأطباء وخبرات التغذية بعدم الإسراف في تناوله كي تتجنب الآثار المضرة، مثل زيادة الوزن وأمراض القلب والسكر.
الجمعة، 18 ديسمبر 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق