هو الحسن أبو علي بن الحسن بن الهيثم، ولد بالبصرة 965م وتوفي بالقاهرة 1038م. ويعد أحد كبار العلماء الذين بحثوا في البصريات في جميع العصور، وقد كان فوق ذلك فلكيا ورياضيا وطبيبا. وكانت أبحاث ابن الهيثم في البصريات والضوء قائمة على أساس علمي ومدعومة بالحلول الهندسية والرياضية. انتقل إلى القاهرة عام 996، وقام بخدمة الحاكم بأمر الله الفاطمي، ومما يروى عنه أنه كان يفاخر باستطاعته صنع آلة ينظم بها نهر النيل، ولكنه فشل في مشروعه فخشي أن يغضب الحاكم عليه، فادعى الجنون حتى وفاة الحاكم. على الرغم من ذلك فقد استطاع الحسن بن الهيثم أن ينقل كتب المتقدمين في الرياضيات والطبيعة، وأن يضع الكثير من الرسائل في هاتين المادتين، وكذلك في الطب. ولا تزال صحة قوانينه العلمية ثابتة على الرغم من تقدم العلوم. تصدر ابن الهيثم علماء البصريات، ومن أهم مؤلفاته التي تبلغ نحو مائتي كتاب المناظر عن البصريات والضوء، والجامع في أصول الحساب، وتحليل المسائل الهندسية في الرياضيات. عارض ابن الهيثم في كتاب المناظر نظرية بطليموس العالم الإغريقي القائلة بان العين تبعث أشعة إلى الجسم المرئي، كما أنه شرح وفسر انتشار الضوء والألوان وخدع البصر والانعكاس. أورد في كتابه المناظر تجارب لاختبار زوايا السقوط والانعكاس، كما تناول موضوع انكسار الأشعة الضوئية التي تمر في أوساط شفافة كالهواء والماء، وشرح ظواهر الشفق وألوان الطيف والكسوف والخسوف، وكلها عظيمة القدر من الوجهة الرياضية. كان ابن الهيثم أول من قال إن الرؤية تنشأ من انبعاث الأشعة من الجسم إلى العين، فترتسم على شبكية العين، وتنقل منها إلى الدماغ بواسطة عصب الرؤية. ومما يجب ذكره أن العلماء العصور الوسطى في أوروبا، بنوا مؤلفاتهم عن الضوء على كتب ابن الهيثم، خاصة كتابه المناظر الذي ترجم إلى اللغة اللاتينية عام 1270م.
الجمعة، 18 ديسمبر 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق