جان فيرمير

فنان هولندي كان أبوه تاجر لوحات فنية، وبعد وفاة والده عام 1655 ورث متجره. وبدأ حياته بنسخ اللوحات التي كان يبيعها. والتحق فيرمير بنقابة الفنانين الهولنديين ثم أصبح أحد رؤسائها، وكان مقلا في إنتاجه حتى أنه رسم لوحة أو لوحتين فقط في العام. ويبدو أن فيرمير كان يرسم لمتعته الشخصية أو من أجل عدد من أصدقائه، وهو أمر غير مألوف في القرن السابع عشر. هناك ما يقرب من 35 لوحة فقط يمكن إثبات أصالتها إلى فيرمير، وهي حصيلة إنتاجه طوال حياته جمع فيها بين التقاليد الهولندية وبين الشاعرية الايطالية. وتتميز هذه اللوحات بالألوان الدافئة والطرقة المبتكرة في أنشار الضوء في الفراغات حول أشخاص اللوحة، والرقة في اختيار الموضوعات المرسومة والعناية بتجسيد ملابس الشخصيات. في لوحة فتاة نائمة يوازن فيرمير بين الطبيعة الصامتة التي في مقدمة اللوحة مع الضوء والظلال في الخلفية، التي تتخذ أشكالا أفقية ورأسية بمنظور جديد على الفن الهولندي في ذلك العصر. أما في لوحة الضابط والفتاة الضاحكة، فقد استطاع فيرمير لأول مرة أن يحقق الشفافية في المساحة الضيقة لغرفة صغيرة، مع استخدام أسلوب التنقيط أي وضع نقاط ملونة في أماكن معينة من اللوحة، لتوزيع الضوء على الشخصيات. تتميز لوحات فيرمير بالإصابة التصويرية التي لم يسبقه إليها أحد، والاهتمام بالبناء الدرامي للوحة. وعندما رسم فيرمير الأشخاص، كان يضعهم في خلفية اللوحة بجوار جدار معلق عليه آلات موسيقية أو خرائط أو مرايا، وذلك لتزيين الفراغات في اللوحة.