البيزنطيون

على إثر ضعف سيطرة ونفوذ الإمبراطورية الرومانية على الكثير من مستعمراتها، أثناء القرن الخامس الميلادي، قام جماعة من المهاجرين بالنزوح من مدينة ميجاوا اليونانية، يترأسهم زعيم يدعى بيزاس، اختار لهم مدينة جديدة في آسيا الصغرى تركيا حاليا لتكون مستعمرة خاصة بهم، أطلق عليها إسم بيزنطة، ثم أخذ في إنشاء العديد من المستعمرات الأخرى لتوسيع حدود امبراطوريتة عهد جديد مزدهرا، بعد أن قرر الإمبراطور اختيارها لتكون عاصمة للإمبراطورية البيزنطية، وأطلق عليها إسم القسطنطينية التي استطاع الأتراك الاستيلاء عليها عام 1453م، وأطلقوا عليها إسم اسطنبول بعد أن قاموا بالقضاء على إمبراطورية البيزنطيين. استخدم البيزنطيون في صنع ملابسهم الأقمشة الموشاة بالذهب، كانوا يستوردونها من الفرس، كما كانوا يستوردون الحرير من الصين، لشغفهم بارتداء أغلى الأقمشة والثياب ذات الألوان الزاهية كالأحمر والأخضر. الزي الشائع للرجل البيزنطي كان عبارة عن قميص ملاصق للجسم، له أكمام طويلة، فوقه قميص آخر يطلق عليه الصدار له أكمام طويلة، مزين بشريط مطرز يدويا. كما كان الرجال أصحاب المراكز العليا يرتدون أحيانا صدار مختلفا يطلق عليه بت، يصل طوله إلى القدمين، له أكمام طويلة واسعة مطرزة بأشغال الإبرة، كانوا يرتدون تحت الصدار الطويل أو القصير بنطلونا ضيقا ملتصقا بالجسم يصنع بالإبرة مثل الجورب، كذلك كانت العباءة من الأجزاء الأساسية لزي الرجل البيزنطي من جميع الطبقات، كتنوا يرتدونها داخل البيت وخارجه. ألوان العباءة فقط كانت العنصر الرئيسي للتمييز بين طبقات من يرتدونها، فكانت عباءة الأباطرة بنفسجية اللون، مرصعة بالجواهر والحجار الكريمة، في حين كانت الحمراء لأصحاب المراكز العليا، بينما الخضراء والبيضاء للعامة من الشعب. ارتدت المرأة البيزنطية قميصا واسعا، فوقه حزام يلتف حول الخصر، تحته قميص آخر بأكمام ضيقة يشبه قميص الرجال ولكنه كثير التطريز، كما كانت ترتدي أيضا ثوبا أبيض طويلا، له أكمام طويلة، مزينا بشرائط مطرزة من الأمام. حرصت المرأة البيزنطية من جميع الطبقات الاجتماعية على وضع غطاء للرأس مميز الشكل، عبارة عن قطعة مستديرة من الحرير تغطي الرأس تماما، ولا تظهر من الشعر إلا خصلة تتدلى على الأذنين، كانت نساء الطبقة الراقية تزينه بشريط مرصع باللؤلؤ، كما كانت الإمبراطورة ترتدي ذلك الغطاء باللون الأمر أو البنفسجي، كما كانت الشرائط المرصعة باللؤلؤ تتدلى على كلا الجانبين.