السبت، 23 يوليو 2011
الدراجة الهوائية
بساطة تصميمها، وشيوع استخدامها في مختلف أنحاء العالم، باعتبارها أكثر وسائل النقل ملاءمة للبيئة، جعلها من أهم الاختراعات التي شهدها العالم منذ عام 1800 وحتى الآن. كما أن اختراعها لم يتوقف عند حد معين، إنما مر بمراحل شتى حتى اكتمل شكلها النهائي الذي نعرفه اليوم. ظهرت أول دراجة في العالم عام 1817 على يد بارون ألماني يدعى كارل فون درايس، حيث اخترع لنفسه دراجة ذات بدال واحد، تدار بقدم واحدة، كانت بدون دواسات، أطلق عليها إسم دريزن، لم تكن على درجة عالية من الكفاءة، إلا أنها فتحت المجال لظهور أشكال دراجات أخرى معدلة، كان أولها الدراجة التي ابتكرها الحداد الإسكتلندي كيركباتريك مكميلان عام 1839، التي كانت عبارة عن مقعد خشبي، تتصل مقدمته بعجلة دائرية من الحديد، في حين تتصل مؤخرة المقعد بعجلة أخرى أكبر قليلا، كما تتصل العجلتان ببدالين يتحركان إلى الأمام والخلف، لم تتمتع تلك الدراجة أيضا بسهولة الحركة، حتى إن مخترعها نفسه صدر ضده حكم قضائي عام 1842 لصالح طفل صدمه بدراجته. عام 1861 قام صانع عربات فرنسي يدعى بيير مييشو وإبنه آرنست مييشو بإدخال تعديلات مهمة على دراجة مكميلان الإسكتلندي بأن جعلا لها بدالات تدور دورة كاملة بدلا من أن تتحرك للأمام والخلف فقط، كما جعلا لها ثلاث عجلات، لذلك أطلق عليها الدراجة ذات الثلاث عجلات، إلا أن هيكلها الثقيل، وعجلاتها المصنوعة من الخشب والحديد جعلاها تترنح بشدة عند السير، مما دفع البعض عام 1869 لإضافة إطارات مطاطية لتلك الدراجة، أتاحت لها حركة أسهل أراحت راكبها. تخفيف وزن الدراجة حتى تسير بسهولة كان الهدف الأسمى الذي سعى خلفه المخترعون، حتى استطاع الإنجليزي جيمس ستايلي عام 1873 ابتكار دراجة ذات عجلات مصنوعة من أسلاك خفيفة الوزن، كان ما يعيبها ارتفاع العجلات الأمامية بصورة أكبر من الخلفية، مما يجعل الراكب يلجأ لأحد الجدران لتتكئ عليه دراجته، حتى يستطيع ركوبها، كانت الدراجة موضع سخرية الشعب الإنجلينزي، حيث أطلقوا عليها دراجة البنس وربع، لأن العجلة الأمامية الكبيرة والمرتفعة كانت تشبه عملة البنس الإنجليزية، في حين كانت الخلفية الأصغر حجما تشبه عملة الربع بنس. اتسمت عجلات جميع الدراجات التي أنتجت بعد ذلك بعدم التساوي في الحجم حتى عام 1885 عندما ابتكر الإنجلينزي جون سترالي أول دراجة متساوية العجلات، أطلق عليها القرصان المأمون لأن ركوبها كان سهلا وآمنا، كما قام بتوصيل البدالات والعجلة الخلفية بسلسلة تتحرك تلقائيا عند دوران العجلة الجنزير. في عام 1888، ابتكر الجراح البيطري الإيرلندي جون دانلوب الإطارات المنفوخة بالهواء، ثم ظهرت الفرامل الخلفية، والتروس التي تمكن الراكب من تغيير سرعة دراجته.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق