الجمعة، 29 يوليو 2011
الكباسة والمقص
قدم العقل البشري ابتكارات لأدوات بسيطة المضمون، لكنها عظيمة الفائدة للإنسان، فصار يستخدمها ويعتمد عليها في أداء مهامه وأعماله اليومية. تعد كباسة الأوراق إحدى تلك الأدوات التي نستخدمها في البيت، المدرسة، أو العمل. عرف العالم أول أداة لتثبيت الأوراق مع بعضها البعض عام 1700م، في عهد لويس الرابع عشر ملك فرنسا، تم تصنيع الكباسات في تلك الفترة بطرق يدوية، وباستخدام الذهب الخالص المرصع بالأحجار الكريمة. في أواخر عام 1800، ظهرت كباسات كبيرة الحجم من الحديد المضغوط، تميزت بأشكالها الغريبة، وطريقة عملها المميزة، حيث كانت ترتكز على سطح من الكرتون المقوى، يتم تثبيت الدبابيس أو المسامير المخصصة لتعبئة الكباسات فوقه. في عام 1905 قدمت شركة بريطانية كباسة من الفولاذ كبيرة الحجم، تميزت باستيعاب كمية كبيرة من الدبابيس، كانت كل عملية كبس واحدة تتطلب في العادة حوالي 25 دبوسا، لذلك كانت تعبئتها تحتاج إلى عدد كبير جدا من الدبابيس. ظهرت بعد ذلك العديد من أشكال الكباسات المميزة والغريبة، من أشهرها كباسة هوتش كيس التي أنتجتها عام 1930 شركة بريطانية تحمل نفس الإسم، تميزت بضخامة حجمها الذي وصل إلى 8 بوصات في الطول، و3 بوصات في الارتفاع. لم يتوقف إنتاج الكباسات بعد ذلك عند حد معين، وإنما تطورت أشكالها لتتلاءم مع كل عصر، فاتخذت أحجاما أقل مع سعة أكبر، فأصبحت أكثر إفادة وعملية. المقص أيضا يعد من الأدوات البسيطة المفيدة كالكباسة، إلا أنه يتفوق عنها في الأهمية لتعدد أوجه استخدامه في العديد من الأغراض، كما أنه يوجد في كل بيت على مستوى العالم دون استثناء. يعود تاريخ ظهور أول مقص في العالم إلى عهد قدماء المصريين، كانوا يصنعون مقصات من البرونز بمهارة وحرفة يدوية عالية، أكثر ما كان يميز ذلك المقص الفرعوني، النقوش والرسوم التي كانت تزين كل نصل منه، والتي كانوا يشكلونها باستخدام قطع صلبة من معدن بلون مختلف عن لون معدن البرونز المصنوع منه المقص، لم يكن شكل مقص الفراعنة هو نفس شكل المقص الذي نعرفه ونستخدمه اليوم، حيث لم يكن له نصل حاد أو شكل متقاطع، وإنما كان أول ظهور لذلك الشكل المتقاطع للمقص في القرن الأول الميلادي على يد البريطاني، السير فليندر بيرس، حيث ابتكر مقصا بالشكل الذي نعرفه ولكنه لم يكن يقطع أي شيء. عرف العالم أول مقص يقص بالفعل عام 1893 عندما سجل الأمريكي لويس أوسترن براءة اختراع ذلك المقص، وجعله من الحديد وذا حافة أو نصل حاد، لذلك امتلك القدرة على ثقب وتقطيع القماش بسهولة، مما جعل الخياطين هم أكثر الفئات التي استخدمته، ثم ما لبث أن استخدمه الحلاقون، حتى صار من أهم أدوات عملهم، وسرعان ما انتشر استخدامه بين الناس دون تمييز لأعمالهم بعد اكتشاف المهام العديدة التي يمكنه القيام بها.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق