السبت، 30 يوليو 2011

الصابون السائل

عرف الإنسان صناعة الصابون منذ 2500 عام قبل الميلاد، في عهد القدماء المصريين، حيث كانوا يصنعونه من مواد عضوية وطبيعية مثل شحم الماعز، وبعض الزيوت المستخرجة من أشجار البلوط، بالإضافة لبعض الأملاح المستخرجة من الطين. كانوا يمزجون ذلك الخليط ليحصلوا على صابونهم الخاص الذي يستخدمونه في مجالات التجميل وعلاج أمراض الجلد والبشرة، إلا أنه لم يكتسب إسمه الحالي، الذي نعرفه إلا في عهد الرومان، كان صابونهم خليطا من الدهون الحيوانية، والرماد، والصودا الكاوية، كما كانوا يضيفون إليه بعض الأصباغ لأنهم استخدموه عند بدء ظهوره بصفة أساسية لصبغ شعورهم باللون الأحمر. مع تطور الحضارة الرومانية انتشرت الحمامات، وأصبح الاستحمام عادة شعبية، فتطور استخدام الصابون وامتد ليشمل أغراض التنظيف أيضا. بعد سقوط روما عام 476م، لم يستطع الأوروبيون استيعاب عادة الاستحمام التي نشرها الرومان في جميع الدول التي وقعت تحت الحكم أمبراطوريتهم، لذلك اختفت تلك العادة تدريجيا، وتبعتها صناعة الصابون التي اندثرت تماما، ولم تظهر مجددا إلا مع منتصف القرن السابع عشر في إنجلترا، وبالتحديد في عام 1789، عندما قام أندرو بيرس وتوماس بارت بإنتاج أشكال صلبة من الصابون الخالي من الروائح، ولم يلق ذلك الصابون رواجا وانتشارا عند بدء تصنيعه لسوء رائحة المواد الكيماوية التي يتألف منها، وخشونة ملمسه. فكر فرانسيس بيرس أحد أحفاد توماس بيرس عام 1835 في إنتاج نوع سائل من الصابون الذي أنتجه جده، مضافا إليه بعض الروائح والعطور زكية الرائحة، وبذلت الشركة المنتجة شتى المحاولات لتسويق ذلك الصابون الجديد، الذي لم يلق رواجا في الأسواق إلى أن توصل أحد أفراد عائلة بيرس إلى فكرة تصميم لوحة كبيرة بواسطة أشهر الفنانين، موضوعها شكل مميز لفقاعات ملونة تخرج من ذلك الصابون السائل. تم بيع تلك اللوحة بمبلغ كبير، مما شجع العائلة على اتخاذ الفقاعات عاملا أساسيا في تسويق ذلك الصابون، كوسيلة لعب ولهو الأطفال، قبل أن يكون مادة للتنظيف، وبالفعل نجحت الفكرة، وكان الباعة المتجولون أكثر من اهتم ببيع الصابون السائل كلعبة يتسلى بها الأطفال، كما قامت معظم شركات المنظفات الأمريكية منذ عام 1900 بإنتاج زجاجات بلاستيكية خاصة لتلك الفقاعات السائلة متضمنة عصا ذات طرف مستدير، تساعد على إنتاج آلاف من الفقاعات عند النفخ فيها. لم يكن من الصعب على شركات إنتاج الصابون السائل بعد ذلك تسويقه كمادة منظفة، تستخدم في كثير من الأغراض، وظهرت تبعا لذلك أنواع مختلفة منه كالشامبو وجميع منتجات تنظيف الشعر والجسم السائلة.

ليست هناك تعليقات: