اكتسبت مدينة خراسان الإيرانية منذ أوائل القرن الرابع عشر الميلادي ،التاسع الهجري أهمية خاصة حيث انتقل إليها مركز الإبداع في فن الخط ، فظهرت أشكال فارسية مبتكرة للخطوط الموجودة بالفعل ، ومن أبرز تلك الخطوط التي تم ابتكارها خط النستعليق الذي يحمل صفات وسمات خطي النسخ والتعليق لذلك اشتق اسمه منهما
- يرجع الفضل في ابتكار هذا الخط إلي الخطاط الإيراني ( مير علي التبريزي )الذي كان يعمل في بلاط الملك (تيمور لنك) يروي أنه رأي في منامه الإمام علي بن أبي طالب وهو يأمره أن يطيل النظر في طائر الأوز فاستيقظ من نومه ليستوحي من ذلك الطائر شكل خط النستعليق ، الذي عالج فيه بعض أوجه النقص في خطي النسخ من حيث العنصر الزخرفي وتشكيل الحروف ، كما عالج مشكلة شدة ميل بعض الحروف الموجودة في خط التعليق ، فجاء الخط الذي يجمع بين جمال الشكل ، ودقة الحروف ، فأطلق عليه ( عروس الخطوط الإسلامية )
- أهم ما يميز الخط حروفه القوية الاستدارة والشديدة الليونة مما جعله أطوع في يد الكاتب من خط التعليق وأسهل في الكتابة
- من أبرز الخطاطين الذين أجادوه الخطاط الإيراني ( سلطان علي المشهدي ) الذي أضاف الكثير من الجماليات والعناصر الزخرفية ، لذلك يعد أحسن من كتبه خلال القرن الخامس عشر الميلادي
- في عهد الدولة الصفوية في إيران تم استخدامه لتسجيل الكتابات الفارسية علي النقود الإيرانية ثم انتقل استخدامه إلي أفغانستان والهند واقتصر استخدامه علي تلك الدول ولم يتعدها إلي دول غرب العالم الإسلامي في أفريقيا وآسيا لذلك يعرف هذا الخط أحيانا بالخط الفارسي
- يعد خط ( الشكستة ) شكلا معقدا من خط النستعليق وهي كلمة فارسية تعني المكسور وهو من الخطوط الفارسية الأصيلة والقديمة ، ويعتز الإيرانيون ويتفاخرون به لصعوبة تداوله خارج إيران بدون تلمذة أو تعليم ، وتم اعتماده كخط للكتابة اليدوية ويتميز برشاقة الحروف وليونتها لدرجة كبيرة تجعل من الصعب بلوغ إتقانه بصورة جيدة إلا بالتمرين والتدريب المكثف علي كتابته وتحت إشراف خبير ، ومع ذلك يعد من الخطوط التي لا يصح كتابة القرآن بها لأن بعض الحروف تندمج مع بعضها وتتشابك في تسلسل انسيابي جميل ومعقد ، يصعب قراءته وبالتالي فهمه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق