الخميس، 28 يوليو 2011
مصباح البطارية
أحدث اختراع الكهرباء ثورة هائلة في مجال العلم بصفة خاصة، وحياة الإنسان بوجه عام، حيث صار يعتمد عليها في تسيير جميع أمور حياته كتشغيل الآلات التي يستخدمها، والحصول على الإنارة التي يحتاجها، ومع ذلك لم يتخلى تماما عن استخدام وسائل الإنارة القديمة التي سبقت اختراع الكهرباء، المتمثلة بصفة أساسية في مصباح البطارية، الذي نستخدمه اليوم للحصول على الإنارة في حال تعذر وجود الكهرباء. والحديث عن اختراع مصابيح البطارية أو مصباح الجيب، كما يطلق عليه أحيانا لا بد وأن يقودنا للحديث عن اختراع البطارية أولا. تعود قصة اختراع البطارية إلى عام 1780 عندما كانت زوجة بروفيسور الطب الإيطالي لويجي غالفاني منكبة على سلخ الضفادع لتجهيزها له، قبل أن يقوم بإجراء تجاربه عليها، كانت الضفادع موجودة على صينية من المعدن، وعندما سقط المشرط من يد الزوجة فجأة انتفضت ساق الضفدع بعنف. توصل البروفيسور بعد تجارب عديدة إلى أنه قد عثر على كهرباء في عضلات الضفادع، التي كانت ترتعش عند ملامستها لسطح معدنين مختلفين، لم يعجب ذلك الإكتشاف الفيزيائي الإيطالي اليساندرو فولتا الذي قرر أن غلفاني كان مخطئا عندما اعتقد أن الكهرباء موجودة في سيقان الضفادع، في حين أنها موجودة في المعادن ذاتها، وأنها تتولد عندما يحدث تماس بينها، وبعد العديد من التجارب توصل فولتا إلى اختراع عمود من أقراص النحاس والزنك، مع لوحة كرتون، يتم نقعها في ماء مالح لتفصل الأقراص وتجعلها رطبة على الدوام، فكان ذلك العمود هو أول بطارية كهربائية عرفها العالم، وأصبح بالإمكان للإنسان أن يحمل الكهرباء معه أينما ذهب، ونتج عن اختراع تلك الوسيلة في توليد الكهرباء العديد من الإختراعات المهمة والمفيدة، مثل مصباح البطارية الذي يعد أول الطرق الآمنة للحصول على الإضاءة، قبل اختراع الكهرباء. وبعد قرون طويلة من استخدام الشموع والنار. أول ظهور لتلك المصابيح كان عام 1891 عندما قامت شركة لامب الأمريكية بإنتاج أول طراز منها، أطلقت عليه مصباح عين الثور، كان من أهم عيوبه عدم كفاءة سلك الكرتون الموجود داخل الجزء الزجاجي المنتفخ من المصباح، بالإضافة لضعف البطارية الذي يسمح بالإضاءة لا تتعدى لحظات قليلة، يجب بعدها إعادة الضغط على شريط معدني لاصق مثبت على المصباح، يتولى مهمة إعادة تشغيله مرة أخرى، تميز ذلك المصباح أيضا بضخامة الحجم، حيث كان يزن حوالي كيلوجرامين. تم تطوير ذلك الشكل العتيق من مصابيح البطارية، وظهرت عام 1898 مصابيح تخلو من عيوب المصابيح القديمة، تميزت بصغر حجمها الذي لا يتعدى في بعض أنواعها حجم كف اليد، مما يسمح بوضعها في جيب السترة، لذلك أطلق عليها منذ ذلك الوقت مصابيح الجيب، قامت بإنتاج تلك المصابيح شركة أمريكان إليكتريك أندونوفلتي التي غيرت إسمها فيما بعد إلى شركة إفريدي الأمريكية ذائعة الشهرة في مجال إنتاج مصابيح البطارية حتى وقتنا الحاضر.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق