الخميس، 21 يوليو 2011
طوابع البريد
أسهم طابع البريد ذلك السفير الصغير في نقل حضارات الدول من مكان لآخر عبر البحر، والبر، والجو، مبرزا ما فيها من مواطن الجمال، ومعبرا عن نهضتها ورقيها حتى صار رمزا للأحداث التاريخية، والوطنية، وجميع المناسبات المهمة في كل دولة، لذلك تسابقت دول العالم في إخراج تلك الطوابع إخراجا فنيا رائعا، بأنامل فنانيها المبدعين، فصارت الطوابع لوحات فنية جميلة، تجوب جميع أنحاء العالم، لتتحدث عن حضارة دولتها. في الأول من مايو عام 1840 في بريطانيا صدر أول طابع بريد في التاريخ، كان يحمل صورة الملكة فكتوريا، كان أسود اللون، قيمته بنس واحد، قامت بإصداره دار بركنز باكونش للطباعة، وتم بيعه في مكاتب البريد في بريطانيا. وبعد أيام أصدرت نفس دار الطباعة ثاني طابع في العالم، وكانت قيمته بنسين. أحدث اختراع طوابع البريد ثورة حقيقية في عالم المواصلات، مما جعل الدول تتسابق لإصدار طوابع خاصة بها، فكانت البرازيل هي ثانية الدول التي قامت بإصدار أول طابع بريد لها عام 1843، تلتها سويسرا التي أصدرت طوابعها في نفس العام، أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد أصدرت أول طوابعها عام 1847، حيث أصدرت طوابع من فئة خمس سنتات، وعشر سنتات، كان الأول يحمل صورة فرانكلين، بينما حمل الطابع الثاني صورة الرئيس جورج واشنطن، ثم انتشر إصدار الطوابع في العديد من دول العالم، بعد الولايات المتحدة فأصدرت فرنسا، وبلجيكا، وبافاريا عام 1849 أول طوابعها، وفي عام 1850 قامت كل من النمسا وبعض المقاطعات الألمانية بإصدار طوابعها، ثم صدرت الطوابع الأسبانية، وتدريجيا انتشرت الفكرة حتى أصبح يندر أن يوجد بلد متحضر لم يصدر طوابع خاصة به. في سبتمبر من عام 1874 اجتمع ممثلو 22 دولة في مدينة برن السويسرية، كان من بينها 20 دولة أوروبية بالإضافة للولايات المتحدة ومصر، تم الاتفاق في ذلك الاجتماع على تأسيس الاتحاد العام للبريد، الذي أعيدت تسميته عام 1878 إلى الاتحاد البريدي العالمي، كان من ضمن أنشطته أعمال البريد بين الدول وبعضها، وضع أسس للتعاون البريدي تهدف إلى تسهيل عملية انتقال الرسائل، وسرعة وسلامة وصولها، وتحديد الرسوم، وطريقة تحصيلها. أما أولى بدايات فكرة جمع الطوابع، فقد ظهرت من خلال إعلان نشرته فتاة في جريدة تايمز البريطانية عام 1841، تطلب في أكبر عدد من طوابع البريد لتكسو بها جدران غرفتها، فانتشرت الهواية بعد ذلك، وظهرت في مختلف الدول جمعيات ومؤسسات، خاصة لهواة جمع الطوابع.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق