الثلاثاء، 26 يوليو 2011
المحارم الورقية
على الرغم من بساطتها إلا أنها تعد من الاختراعات الهامة التي كان لها الأثر البالغ في حياة الإنسان لتعدد أوجه الاستفادة منها. تعود البدايات الأولى لظهور فكرة اختراع المحارم الورقية إلى عصر الرومان حيث كانوا يستخدمون قطعة اسفنج مثبتة على عصا خشبية صغيرة بغرض التنظيف بعد قضاء الحاجة، بعد الانتهاء من استخدامها، كانوا يغمرونها بالماء المملح لحين استخدامها مجددا. تطورت الفكرة خلال العصور الوسطى في أوروبا. خاصة بين طبقة الأثرياء، حيث كانوا يستخدمون قطعا مربعة من الصوف أو القطن بغرض التنظيف بعد الحمام، أو لمسح العرق عن الوجه أو اليدين خلال شهور الصيف. لم يعرف العالم ظهورا حقيقيا للمحارم الورقية إلا بعد ظهور ورق التواليت عام 1857، عندما أسس الأمريكي غينيز ميديكيتر بيير أول شركة في العالم الإنتاج ورق التواليت، تم بيعه في عبوات من 500 ورقة لامعة، أما لفات الورق نعرفها ونستخدمها اليوم لم تظهر إلا عام 1882 في أمريكا، وفي بريطانيا قدمت شركة بريتش بيروفيتيد لفات محارم ورقية كانت تستخدم بصورة رئيسية في محلات الحلاقين لمسح أمواس الحلاقة. في عام 1899، قدمت شركة سكوت برذرز أول ورق تواليت يحمل إسما تجاريا، حيث أطلقت عليها محارم ولدورف. في عام 1924 ظهرت فكرة اختراع المحارم الورقية الناعمة، المتعددة الطبقات التي نستخدمها اليوم عندما قامت خبيرة التجميل كيمبرلي كلارك بإنتاج أول محارم ورقية ناعمة لتستخدم بصفة أساسية لإزالة مساحيق التجميل عن الوجه، أطلقت عليها محارم سيليووابيس الناعمة. في عام 1930، أعادت إنتاج تلك المحارم نحت إسم كلينكس التي أصبحت فيما بعد أشهر محارم ورقية في العالم، وما زالت تباع في الأسواق حتى اليوم. الحديث عن اختراع المحارم الورقية وورق التواليت يقودنا للحديث عن فكرة اختراع المراحيض التي ظهرت في بريطانيا عام 1589 بفضل الأمير جون هارنغتون، ابن الملكة اليزابيث الأولى ملكة انجلترا، ثم ما لبثت الملكة وأمرت ابنها بصنع واحد لها. كان هذا المرحاض يشبه إلى حد كبير ذلك الذي نستخدمه في منازلنا اليوم فكان له خزان ماء النظيف، ووعاء أسفل الكرسي، الفرق الوحيد بين ذلك المرحاض القديم والحديث أن الأول كان ينفتح على حفرة بدلا من أن ينفتح على أنابيب مياه كما هو موجود في المراحيض الحديثة. لم تنشر فكرة تصميم واستخدام مرحاض ابن الملكة في منازل العامة من الشعب البريطاني إلا عام 1778، عندما أسس جوزيف براماه في بريطانيا أول مصنع لإنتاج المراحيض في العالم، ثم ما لبث وبدأت العديد من المؤسسات الصناعية الكبرى في إنجلترا بصناعة تلك المراحيض حتى اشتدت المنافسة فاضطر براماه إلى غلق مؤسسته عام 1890.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق