الاثنين، 25 يوليو 2011
العطور
عرفت البشرية استخدام العطور منذ آلاف السنين، وتعد الحضارة المصرية القديمة من أكثر الحضارات التي حظى العطر فيها بمكانة خاصة، لاعتباره جزءا أساسيا من الطقوس الدينية، وطريقة استخدام العطور في ذلك الوقت كانت تتم بطريقتين، إما بحرق بعض النباتات والأزهار العطرية، وجعل الدخان المنبعث منها يلف أنحاء الجسم، كطريقة تبخير الجسم، التي تستخدمها الآن بعض الشعوب، كما كانوا يسحقون تلك الأزهار، ويضيفونها لبعض الزيوت، ويضعونها على الجسم كدهان. نقل المصريون القدماء لليونانيين والرومان الاهتمام بصنع واستخدام العطور، فشغفوا بها وأشاعوا استخدامها في جميع الدول التي خضعت للإمبراطورية الرومانية، وبسقوط تلك الإمبراطورية العظيمة تضاءلت مكانة العطر في العالم ككل، حتى بداية القرن الثاني عشر، حيث ساعد ازدهار التجارة الدولية على بداية انتشاره مجددا، إلا أنه كان انتشارا محدودا. تمتع العطر بأوج فترات نجاحه وانتشاره الواسع مع بداية القرن السابع عشر في بعض الدول الأوروبية، خاصة فرنسا التي ظهرت فيها عام 1656 قفازات معطرة، لاقت اقبالا واسعا من كافة فئات الشعب الفرنسي، فظهرت نقابة أطلق عليها نقابة صناع العطر والقفازات المعطرة، كما كان من المنتجات التي لا يرتبط استخدامها بطبقة معينة، إلا أن طبقة الحكام والصفوة من المجتمع كانوا يستخدمونه بدرجة الولع به، حتى أن بلاط الملك لويس الخامس عشر كان يطلق عليه البلاط المعطر بسبب الروائح الزكية وشديدة التركيز، التي تنبعث من كل أرجاء المكان، وتتغلغل ليس فقط إلى الأنوف، ولكن للملابس والجلد لدرجة أن من كان يدخل البلاط لا بد وأن يخرج منه وهو يحمل تلك الرائحة، وكأنها طبعت على ملابسه وجلده، والغريب أنها لا تزول عنه إلا بعد عدة أيام. مع مطلع القرن الثامن عشر ابتكر صانعو العطور في فرنسا ماء التواليت، كان عبارة عن مزيج منعش من نبات إكليل الجبل، وأعشاب البرجاموت، والليمون. تميز ذلك الابتكار بتعدد طرق استخدامه، فكان يضاف لماء الحمام، أو يستخدم كغسول للفم، أو يؤكل على قطعة سكر، أو يتم مزجه بأي نوع من أنواع الشراب. تنوعت حاويات العطور التي ظهرت خلال ذلك القرن بتنوع العطور، وطرق استخدامها، فكانت العطور المستخرجة من أزهار البرتقال توضع في حاويات زجاجية على شكل ثمرة برتقال. خلال القرن التاسع عشر تغيرت أذواق الناس، كما تطور علم الكيمياء الحديثة، فظهر الاتجاه للاستفادة منه في صناعة العطور، باستخدام مركبات كيميائية بدلا عن استخدام لنباتات والزيوت العطرية. بعد انتهاء الثورة الفرنسية، استعاد الفرنسيون ميولهم القديمة في اقتناء السلع الكمالية ومن بينها العطور، فتأسست في باريس أول شركة في العالم لإنتاج المواد الأولية الطبيعية، التي تستخدم في صناعة العطور. في أواخر عام 1940 اخترعت مصممة الأزياء الأمريكية هيلين بارانت أول مزيل عرق بخاخ، أطلقت عليه إسم ديودرانت مام، تم تطويره عام 1952، فظهرت منه زجاجات ذات بلية دوارة، ثم ظهرت أنواع أخرى منه عام 1965 ملائمة للبشرة الحساسة.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليق واحد:
ابداع سلمت يمناك واسمح لي اقتطف بعض العبارات من مدونتك على موضوعي غداً .. العطور
Www.magalah.net
وسوف يكون ضيف المقال خبير العطور استاذ ابراهيم لو احببت ان تستفيد معنا
إرسال تعليق