الجمعة، 18 ديسمبر 2009

الجبر والمقابلة


محمد بن موسى الخوارزمي (780-850م)، كان عالما بالرياضيات وفلكيا وجغرافيا، أصله من خوارزم بوسط آسيا. أقام في بغداد حيث اشتهر وذاع صيته وانتشر اسمه بين الناس كعالم كبير من علماء الرياضيات، في عصر الخليفة العباسي المأمون الذي أحاطه بالرعاية والعناية وولاه منصبا علميا ببيت الحكمة في بغداد، كما كان على رأس البعثات العلمية بقصد البحث والتنقيب. برز الخوارزمي في الرياضيات والفلك، وكان له أكبر الأثر في تقدمهما وارتقائهما، فهو أول من استعمل علم الجبر بشكل مستقل عن الحساب، وفي قالب منطقي علمي، ومازالت هذه التسمية مستخدمة حتى اليوم، بل وانتقلت إلى مختلف اللغات الأوروبية. أبدع في الفلك كتاب زيج الخوارزمي، وابتكر بحوثا فيه، فقد اصطنع زيجا، أي: جداول فلكية، كان له الأثر الكبير في الأزياج الأخرى التي صنعها العرب فيما بعد، إذ استعانوا به واعتمدوا عليه وأخذوا عنه. من أشهر كتبه الجبر والمقابلة الذي يعد الأساس الذي شيد عليه الخوارزمي علم الجبر، والذي كان له أثر جليل في الحضارة من حيث الاكتشاف والاختراع، اللذين يعتمدان إلى حد كبير على المعادلات والنظريات الرياضية. وضع في هذا الكتاب عدة قوانين لجميع المقادير الجبرية وطرحها وضربها وقسمتها، كما شرح مسائل مختلفة تؤدي إلى معادلات من الدرجة الثانية وكيفية حلها، وفي باب المعاملات يورد مسائل تتناول البيع والإيجارات وما يتعامل به الناس من الصرف والكيل والوزن. ترجم كتاب الجبر والمقابلة إلى اللاتينية في العصور الوسطى، واعتمد عليه علماء الرياضيات الأوروبيون.

ليست هناك تعليقات: