الجمعة، 10 يونيو 2011
مصاص الدماء
يعد الخفاش أو الوطواط الحيوان الثديي الوحيد الذي يمكنه الطيران، حيث يتميز بأجنحته الجلدية التي تمتد على طرفي الجسم، تنتهي كل منها بخمسة أصابع أربعة منها طويلة جدا ومرتبطة مع بعضها بغشاء جلدي، أما الإصبع الخامس أو الإبهام فهو قصير وحر ينفصل عن الأصابع الأخرى. بسبب طريقة معيشته السرية، وظهوره في الظلام، ووجهه البشع، ولونه الداكن تروى حوله العديد من الحكايات والأساطير عبر التاريخ، خاصة فيما يتعلق بالوطواط مصاص الدماء الذي يعد أحد الأنواع المتميزة لعائلة الوطاويط، كما يعد الحيوان الثديي الوحيد الذي يتغذى فقط على الدماء. يستوطن الوطواط مصاص الدماء أمريكا الاستوائية، حيث يختبئ خلال النهار في المغاور، والكهوف، والمناجم المهجورة، والأشجار المجوفة معلقا على أي شئ يستطيع التشبث به، من السقوف كأغصان الشجار والجبال بحيث يتدلى رأسه لأسفل ويحيط جناحاه الكبيران بجسمه. ينشط ليلا للبحث عن طعامه الوحيد، وهو دماء الحيوانات كالخيول، الخراف، الطيور، والقطط، إذ عادة ما يحلق على ارتفاع منخفض من الأرض، وبفضل رادار مميز في الأنف شديد الحساسية للحرارة، يستطيع تحديد موقع الدم أو الضحية، وبالتالي يهبط بالقرب منها ويزحف بهدوء شديد، حتى مسافة كافية ثم ينقض بأسنانه الحادة عليها محدثا جرحا صغيرا تحت جلدها، ثم يبدأ في سحب دمائها باستخدام لسانه القوي. يحتوي لعابه على مادة كيميائية تمنع تجلط الدم داخل الفم، مما يمكنه من الاستمرار في امتصاص وسحب الدم لأكثر من 20 دقيقة متواصلة، حتى يحصل على كمية الدم المطلوبة لإشباعه، التي يجب أن تعادل ربع وزنه تقريبا. لا تقتل عضة الوطواط مصاص الدماء ضحيته، ولكنها تسبب أمراضا خطيرة قد يصعب الشفاء منها. بالرغم من انتقاله وتحليقه في الظلام، إلا أنه يمتلك حاسة بصرية ضعيفة للغاية، ومع ذلك لا يصطدم بحاجز أثناء الطيران، لأنه يعتمد على إطلاق أصوات ذات تردد عال لا تدركها لأذن البشرية، إذا اصطدمت تلك الأصوات بأي عقبة في طريقه، ترتد إليه على شكل صدى، فيستطيع تمييز الشكل تبعا للصدى المرتد إليه، فنجده يتوجه تجاه حشرة متحركة، بينما يتحاشى شجرة كبيرة مثبتة في مكانها.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق