السبت، 18 يونيو 2011
تاج محل
على الضفة الجنوبية لنهر<جومينا> بمحاذاة حدود مدينة أجرا الهندية، يقع ضريح <تاج محل> البناء الضخم البديع، الذي أنشأه قبل 300 عام الإمبراطور الهندي (شاه جهان) تكريما لزوجته (ممتاز محل)، تلك المرأة الجميلة الذكية التي كان يسترشد بآرائها في جميع أمور الحكم، والذي تحطم قلبه بوفاتها، فقرر أن يبني لها أعظم قبر على وجه الأرض تعبيرا عن حبه ووفائه لها. بدأت أعمال البناء عام 1632، وقام به فريق متخصص من المهندسين والمعماريين، تم إحضارهم من بلاد الهند،وفارس،وآسيا الوسطى. استمرت أعمال البناء أكثر من 22 عاما، كما تم استخدام أكثر من 20 ألف عامل، تقول بعض الروايات أن الإمبراطور قام بقطع أيدي كبار الحرفيين منهم حتى لايستعين بهم أي ملك آخر لتقليد عمله الفني الفريد! مواد البناء أيضا تم إحضارها من مناطق ودول مختلفة، حيث تم إحضار الرخام من مقاطعة ماكرانا الهندية، ومن هضبة التيبت والصين تم إحضار الأحجار الكريمة ذات اللون الفيروزي، واللازورد والياقوت من سريلانكا، ونُقلت تلك المواد إلى مكان البناء باستخدام أسطول من الفيلة بلغ عددها 1000 فيل. يستند البناء على قاعدة من المرمر عرضها 29 مترا، وطولها 6 أمتار، كما يتألف من 8 جوانب مصنوعة من المرمر الأبيض، ومرصعة بأنواع مختلفة وعديدة من الأحجار الكريمة، على أشكال وتصاميم مختلفة كالزهور، وبعض المقاطع القرآنية المرسومة بالمرمر الأسود، وبعض الرسوم البارزة التي تُعتبر مرجعا لدارسي فن الرسم في الهند. يبلغ ارتفاع الضريح حوالي 73 مترا، يقع على يمينه مسجد صغير من الحجر الرملي الأحمر، وعلى اليسار ينتصب مبنى يُطلق عليه (جواب)، تم بناؤه لإحداث توازن مع المسجد في الشكل العام للضريح. لم يقتصر الأمر عند إقامة الضريح، بل أمر الأمبراطور مهندسيه ببناء قصر من المرمر الأسود ليقيم فيه، حيث يقع على الجانب الآخر من النهر، ويتصل بالضريح بواسطة جسر من الفضة، ليسهل عليه زيارة الضريح كما خطط، حيث داهمه المرض، وتنازع أبناؤه الأربعة على الحكم، حتى استطاع أحدهم ويدعى اورانكزيب القضاء على إخوته، كما أمر بسجن أبيه في إحدى قاعات القلعة الحمراء. ظل لأمبراطور أسيرا إلى أن وافته المنية عام 1666. في يوم الجمعة من كل، يحتشد المسلمون من جميع أنحاء المدينة أجرا وما حولها، للصلاة في المسجد الملاصق للضريح، وعند الغروب ينصرف الجميع حيث تقضي اللوائح بعدم الزيارة بعد هذا الوقت.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق