على تقاطع الطرق بين الحضارتين الرومانية و الإغريقية العظيميين في العالم القديم، نشأت مدينة الأسكندرية التي كاتن واحدة من أجمل مدن العالم القديم لما اشتهرت به من مبان رخامية براقة و قصور فخمة ، فكانت بمثابة تحفة أو عمل فني رائع في الهواء الطلق يشيد بعبقرية صانعه ، ذلك القائد المقددوني الشاب "الاسكندر" الذي منجها اسمه (لا معلش هي إللي وافقت تاخد اسمه) ، و جعل لها مكانة لا تقل شأناً عن روما و أثينا في ذلك الوقت .
تعود قصة بناء هذه المدينة إلى عام 332 قبل الميلاد عندما استطاع الإسكندر هزيمة الفرس ، حكام مصر في ذلك الوقت و أثناء مروره عبر شواطئ البحر المتوسط رأى قرية صغيرة كانت مخصصة للصيد ، كما رأى بجانبها بحيرة ماء عذبة فأحس بأهمية موقعها ، و أمر على الفور ببناء مدينة جديدة في هذا المكان تحمل اسمه ولم يتسن له رؤية مدينته بعد اكتمال بنائها حيث غادر مصر لغزو البلدان المجاورة و لم يعد إليها ثانية إذ وافته المنية . تقاسم جنرلات امبراطوريته الغنائم فيما بينهم ، فكانت الأسكندرية من نصيب الجنرال "بلطم" الذي أعلن نفسه ملكاً على مصر و اتخذ الأسكندرية عاصمة له.
و قد أقام فيها مشاريع عمرانية واسعة مثل مكتبة الأسكندرية و متحف الأسكندرية ثم أضاف عام 297 قبل الميلاد لأمجاده العمرانية في تلك المدينة بناء هائلاً عبارة عن برج ضخم من الرخام الأبيض رائع الجمال و متعدد الطبقات ، عرف بمنارة الأسكندرية التي كانت بمثابة إشارة تدل البحارة على الميناء لأن الشواطئ المحيطة كانت منخفضة .
اعتبرت منارة الأسكندرية أعلى بناء في العالم حتى تم بناء برج ايفل بعد 1500 عام من تاريخ بنائها، ل>لك تم تصنيفها كإحدى عجائب الدنيا السبع القديمة. لم يتبق منها شيء اليوم حيث تأثرت بفعل زلازل عديدة متتالية ضربت المدينة خلال القرن الرابع و الثاني عشر الميلادي فتجطمت أجزاء عديدة منها بينما غمرت مياه البحر المدينة فغرقت الأجزاء المتبقية من المنارة مع كنوز المدينة و قصورها و مبانيها الفخمة و استقرت في قاع البحر .
كان برج المنارة عبارة عن 3 أقسام ، السفلي منها مربع الشكل تحيط به نوافذ من جميع الجهات ، يضم ما يقرب من 300 غرفة . يوجد في منتصفه سلالم تؤدي إلى القسم الثاني من برج المنارة المعين الشكل تمتد حتى القسم الثالث منها الدائري الشكل و من ثم إلى غرفة الإنارة التي كان يعلوها تمثال للإله "بوسيدون" أحد آلهة البلاطمة.
أهم ما كان يميز المنارة شعلتها المتوهجة التي كن يمكن مشاهدتها من مسافة 3 أمبال داخل البحر التي كانت تتم اضائتها بحريق هائل يصل إليها عن طريق مصعد آلي يحمل الوقود إلى أعلى المنارة . شيدت مكان المنارة القديمة قلعة مازالت موجودة حتى اليوم و هي قلعة قايتباي ، تم بناؤها في القرن الخامس عشر بالإستعانة بأسس حطام المنارة المنهارة.
مما يروى عن ظرائف تلك المنارة أن أهل الأسكندرية كانوا يخرجون من منازلهم يوم الأثنين من كل أسبوع حاكلين معهم طعامهم، الذي كان لابد و أن يحتوي على العدس، لذلك أطلقوا عليه اسم "يوم العدس" لقضاء يومهم فيها حتى غروب الشمس.
السبت، 18 يونيو 2011
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق