بلغت الحضارة الإغريقية مبلغآ كبيرآ من التقدم و الازدهار فى بعض مجالات الفنون كالعمارة و النحت ,مما كان له أكبر الأثر على تميز الأزياء الإغريقية بلمسة فنية واضحة ,عكست لنا جمال و تقدم المجتمع الإغريقى القديم ,كما كانت عنصرآ هامآ لإبراز مكانة الفرد السياسية ,و الاجتماعية ,و كذلك سمات شخصيته التى يتميز بها عن الآخرين .
تميز الرداء الإغريقى بالبساطة ,و يعد ((الخيتون)) أكثر الأثواب شهرة ,و كان عبارة عن قطعتين مستطيلتين من القماش ,يتم وضعها معآ فوق الكتفين بحيث تنطبق حافته الخلفية على الأمامية بواسطة الدبابيس .فى بعض الأحيان كانت تتم خياطة القطعتين مع بعضهما البعض من الجانبين ,و ينسدل القماش على الصدر و الجسم ,مع مراعاة الاهتمام بتشكيل انثناءات تمتد على طول الرداء ,الذى عادة ما يختلف باختلاف الفئة العمرية و النوع ,حيث كانت النساء يرتدين الخيتون الطويل الذى يغطى القدمين فى حين يرتدى الرجال خيتونآ يصل طوله إلى الركبة فقط ,كما كان خيتون الصبية الأقل طولآ حيث يتجاوز الفخذين ببضعة سنتيمترات.أهم ما يميز الملابس الإغريقية ,أنها كانت تلتف حول الجسم ,كما كان لنوع القماش أثره فى إبراز جمال الثوب ,و كذلك المكانة الاجتماعية لصاحبه ,فالصوف الخشن و القطن كانا مخصصين لحياكة أثواب العبيد ,و الخدم ,و الفقراء من عامة الشعب ,فى حين كانت أثواب الأثرياء و الصفوة من علية القوم ,مصنوعة من أفخر أنواع الصوف ,و الحرير الذى كان ممنوعآ على أثواب العامة من الشعب .اهتم الإغريق على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية بتطريز و نقش ثيابهم بمختلف الوسائل ,فكانوا أحيانآ ينسجون تلك النقوش على النول ,أو يقومون بتطريزها يدويآ بأشكال و تصاميم مختلفة تتناسب مع الفئة العمرية و المكانة الاجتماعية لصاحب الرداء ,أغلب أنواع النقوش و التصاميم كانت عبارة عن أشكال نجوم ,و طيور ,و أشكال هندسية ,و أوراق الأشجار .عادة يتم وضع تلك النقوش على جميع أطراف الثوب ,بحيث تظهر وكأنها إطار يحيط به ,كما كان الصفوة ,و الحكام يحرصون على تطريز ملابسهم بالسبائك الذهبية و الأحجار الثمينة .أكثر ألوان الملابس التى كانت شائعة فى ذلك العصر الأصفر ,الأحمر الداكن ,الأزرق ,الأخضر ,البنفسجى ,و الأسود.تميزت أزياء عامة الشعب و الفقراء ,خاصة الريفيين منهم بشكل تقليدى للثوب ,حيث كان الرداء يلتف حول الخصر بأربعة شرائط أو أربطة من الصوف ,كما كانت جميع ملابس تلك الطبقة خالية من الأكمام .تفنن أغنياء و حكام الأغريق فى و ضع أغطية مبتكرة تزين الرأس عبارة عن شبكات ,و شرائط من أوراق الأشجار و كلها من الذهب الخالص ,كما انتعلت هذه الفئة من المجتمع صنادل جلدية عبارة عن شريط يمر بين الإصبعين الكبيرين و ما يليها من أصابع ,ليتصل الجميع بشريط آخر يلتف حول عقب القدم و حتى أسفل الركبة ,و اقتصر ارتداء النعال بوجه عام على طبقة الأثرياء.الجمعة، 24 يونيو 2011
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق