منذ قرون بعيدة استخدم الرجال وسائل شتى لحلق ذقونهم ، مثل مسح الوجه بنوع من الأحجار يُطلق عليه ( حجر الخفاف ) وهو حجر بركانى خفيف به مسامات ، يستخدمه بعض الناس فى الحمامات لفرك أقدامهم ، شاع استخدام ذلك الحجر فى الحلاقة فى عهد ملك انجلترا ( تشارلز الثانى ) .
أما أول أشكال أدوات الحلاقة فقد ظهرت فى فرنسا عام 1762 ، كانت عبارة عن قطعة طويلة من النحاس أو الحديد ، ذات شفرة حادة على أحد جوانبها ، يتم شحذها بتمريرها عدة مرات على قطعة جلد مشدودة ، استخدام تلك الألآت كان ينطوى على قدر كبير من الخطورة والأذى لمستخدميها نتيجة لعدم الخبرة أو الإلمام بالطريقة المُثلى لإستخدامها .
في عام 1895 جرح مروج المبيعات الأمريكى ( كنغ كامب جيليت ) ذقنه وهو يستخدم تلك الأداة مما دعاه للتفكير فى اختراع شيئاً يُستخدم للحلاقة لمرة واحدة ثم يُرمى بعد ذلك فى سلة المهملات فخطرت له فكرة ابتكار شفرة من الفولاذ ذات حد قاطع يتم تثبيتها على قطعة حديد ، ثم تُرمى بعد الحلاقة .
استطاع الميكانيكى ( وليام نيكرسون ) ، وهو نفسه الذى اخترع أزرار تشغيل المصاعد ، استطاع تطبيق فكرة كامب جيليت بأن صنع له شفرة الحلاقة ، ثم قام جيليت بتنفيذ تصوره عن الآلة التى يرغب فى تثبيت الشفرة عليها ، كما شرع على الفور فى تأسيس أول شركة أمريكية لصناعة آلات حلاقة آمنة عام 1901 ، إلا أنه لم يبدأ الإنتاج الفعلي لاختراعه إلا عام 1903 ، كانت مبيعات السنة الأولى مخيبة للآمال لعدم إقبال الناس على إستخدام تلك الآلات الجديدة ، فكانت حصيلة مبيعات الشركة خلال العام كله 51 آلة ، 168 شفرة .
بعد فترة من الوقت إعتاد الناس على استخدام آلة حلاقة جيليت بعد أن تاكد لهم سهولة استخدامها وفاعليتها فى الحلاقة مع خلوها من الأضرار التى تُسببها أدوات الحلاقة التقليدية فزاد الإقبال على شراؤها ، حققت الشركة مبيعات جيدة من ماكينات الحلاقة بلغت حوالى 90 ألف ماكينة فى حين بيع أكثر من 12 مليون شفرة حلاقة ، وهذا ما أكد لجيليت أن الناس يستخدمون شفراته لأكثر من مرة إلى أن تقل فاعليتها وكفاءتها ، وتصبح غير قاطعة ، ومعنى هذا أنهم لا يلقونها فى سلة المهملات بعد كل حلاقة كما كان يأمل !!
فى عام 1928 اخترع الضابط الأمريكى ( جاكوب شيك ) آلة الحلاقة الكهربائية ، تبنت العديد من الشركات تنفيذ فكرته ، بدأ الإنتاج الفعلى لتلك الآلات عام 1931 ، إلا أنها لم تلقى الرواج التجارى الذى حققته ماكينة حلاقة جيليت العادية والتى تم تطويرها بما يلائم متطلبات كل عصر .
الأحد، 19 يونيو 2011
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق