على الرغم من صغر حجمه، وتواضع كمية اللهب المنبعثة منه, إلا أنه مر بمراحل تطور متعددة, بذل خلالها العديد من العلماء والمفكرين المزيد من الجهد حتى وصل إلينا
على صورته الحالية اليوم.
المحاولة الأولى لظهور أول عود ثقاب في العالم كانت عام1805, قام بها ((تشانسل))
مساعد البروفيسور الفرنسي (( لويس جاكوس)) حين استطاع اختراع عود ثقاب تشتمل رأسه على خليط من كلوريد البوتاسيوم, والسكر, والمطاط, تم إشعال هذا العود بغمسه في قارورة زجاجية صغيرة مملوءة بحامض الكبريت, لم تلق تلك الثقاب الشعبية والانتشار, لتكاليفها الباهظة, وخطورة استخدامها لاحتوائها على مواد كيميائية خطيرة قابلة للاشتعال. في عام 1827 اكتشف الكيميائي البريطاني (( جون ووكر)) بالصدفة طريقة لابتكار عيدان ثقاب أكثر أماناً, وذلك عندما كان يحرك بعود من الورق المقوى خليطاً من كربونات البوتاسيوم والنشا, وعندما حكه على أرضية الحجرة ليتخلص من بقايا الخليط العالقة بالعود اشتعلت رأس العود الورقي اشتعالاً سريعا, لاقت الفكرة إعجاب ((ووكر)) الذي شرع على الفور في إنتاج العديد من هذه العيدان التي تشتعل بحكها على أي سطح .
خلال سنة واحدة كانت أعواد ثقاب ((ووكر)) تباع في عبوات سعة 100 عود, كانت العيدان في البداية عبارة عن شرائح من الكرتون المقوى, ولأنها كانت تنثني بسهولة تحول الاتجاه لتصنيعها من الخشب. صاحَب ظهور واستخدام الثقاب العديد من المشاكل, مثل انتشار اللهب وانبعاثه فجأة بصورة انفجارية غير مستقرة عند حك العود على أي سطح, مما شكل خطورة على مستخدميه, هذا إضافة للرائحة غير الجيدة التي كانت تصاحب اللهب والتي تشبه رائحة الألعاب النارية.
في عام 1831 أضاف الفرنسي (تشارلز سواري) مادة الفوسفور الإزالة الرائحة غير المستحبة عن عيدان الثقاب, مما ساعد على توسع انتشار استخدام هذه العيدان, دفع ذلك المنتجين إلى التفكير في وضع العيدان في صناديق محكمة الغلق, إلا أن العديد من المنظمات الإنسانية نددت بالفكرة حيث أن رأت أن العبوات ستكون بمثابة قنابل تحتوي على كمية من الفوسفور الأبيض كفيلة بقتل شخص على الأقل, إلى أن جاء السويدي (يوهان لوند ستروم) عام 1836 ابتكر فكرة عود الثقاب المأمون, الذي لا يشتعل إلا بحكه عدة مرات على سطحٍ خاص موجودٌ عليه جزء من المركب الكيميائي القابل للاشتعال الموجود على العود نفسه.
تبنت شركة (برياند ومي) الإنجليزية فكرة ستروم وأنتجت في نفس العام عبوات خاصة لأعواد الثقاب, تم بيع أعداد كبيرة منها إلا أن استخدام الفوسفور الأبيض في تصنيع رأس العود لم يقلل عامل الخطورة من استخدامها حتى جاء الحل على يد (غوستاف ايريك) السويدي عام 1844, عندما قدم للعالم عود ثقاب أكثر أماناً, وهي نفس عيدان الثقاب التي نستخدمها اليوم, جعل (( ايريك )) مكونات السطح المخصصة لإشعال العود من الفوسفور الأحمر والزجاج, بينما يتألف رأس العود من كلوريد البوتاسيوم, ومادة الأثميد.. وبفعل حرارة الاحتكاك يتحول الفوسفور الأحمر إلى كمية صغيرة من الفوسفور الأبيض تؤدي لإشعال العود بأمان.
الخميس، 30 يونيو 2011
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق