الجمعة، 5 أغسطس 2011

الجامع الأزهر

ظل الأزهر الشريف لأكثر من ألف عام ينشر العلم والمعرفة في كل أرجاء العالم الإسلامي. لم يكن مجرد دار لتأدية العبادة وإنما كان ولا زال أقدم جامعة في العالم الإسلامي. لم يقتصر دورها على تدريس طلابها العلوم الدينية فقط وإنما اهتمت بتدريس مختلف العلوم التي يمكن أن تخدم البشرية كالطب، الهندسة، والكيمياء. تم بناء هذا الصرح الثقافي والديني العملاق مع بداية عصر الدولة الفاطمية في مصر حيث أسند الخليفة الفاطمي المعز الدين الله إلى القائد جوهر الصقلي مهمة بنائه عام 988م عقب فتح الفاطميين لمصر، أطلق عليه في بادئ الأمر جامع القاهرة نسبة إلى مدينة القاهرة التي أنشأها جوهر الصقلي واتخذها الفاطميون عاصمة لدولتهم. في عصر الخليفة الفاطمي العزيز بالله تغير اسم المسجد إلى الجامع الأزهر نسبة إلى فاطمة الزهراء التي ينتسب لها الفاطميون. استغرق بناء الجامع قرابة العامين، كان يتوسط مدينة القاهرة وقت انشائه، بني على مقربة من مقر الخلفاء الفاطميين الذي كان يطلق عليه القصر الشرقي الكبير، فكان هو المسجد الخاص بقصر الخلافة الفاطمية ثم سرعان ما تحول إلى دار للعلم والمعرفة فحرص الخلفاء الفاطميون على تزويده بالكتب والمراجع النادرة والقيمة، كما خصصوا له موارد للإنفاق على فرشه، إنارته، تنظيفه، رواتب الخطباء الأئمة. كان الجامع في الماضي عبارة عن بناء مستطيل الشكل، له صحن مستطيل، تحيطه أروقة من جميع جهاته الأربع، يتوسط المبنى باب رئيسي يعلوه منارة، كما كان يوجد على الجدران نوافذ ذات تصميم يشبه الحصون العسكرية، يحيط بها إطار مكتوب عليه بالخط الكوفي آيات قرآنية، ما زالت بقايا تلك النوافذ موجودة حتى اليوم. تمت أولى التعديلات على الجامع في عهد الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله حيث أضاف إلى الصحن الجامع رواقا آخر وقبة أخرى تزينها زخارف القرآن، وصور لأوراق نباتية، إلا أن أهم التعديلات والإصلاحات هي تلك التي تمت في عهد المماليك على يد الأمير عبد الرحمن كتخذا الذي أنشا به بعض المدارس أو الزوايا لتدريس علوم فقهية، كما تم في عهد ذلك الأمير المملوكي بناء عدة أبواب للجامع لا تزال موجودة حتى اليوم بأسمائها القديمة مثل باب الشورى، باب الصعايدة، وباب المزينين وهو باب الكبير الذي يطل على ميدان الأزهر. في عهد السلطان قايتباي تم تشييد مئذنة على يمين باب يقع بين المدرستين السابقتين، كما تم إنشاء المدرسة الجوهرية.

ليست هناك تعليقات: