السبت، 6 أغسطس 2011

مسجد الكوفة

في عهد الخليفة عمر بن الخطاب اختار الصحابيان سلمان الفارسي، وحذيفة اليماني موقع مدينة الكوفة في العراق لتكون قاعدة عسكرية للمسلمين، وذلك لموقعها الجغرافي الممتاز حيث لا يفصلها عن المدينة المنورة أي فاصل أو حاجز طبيعي. عهد إلى القائد سعد بن أبي وقاص بتأسيسها، سميت في ذلك الوقت كوفة الجند أي مجمع الجيش. بدأت المرحلة الهامة في تاريخ الكوفة عام 36 هجرية عندما اختارها الخليفة علي بن أبي طالب لتكون عاصمة للخلافة الإسلامية، أصبحت منذ ذلك الوقت المركز السياسي والثقافي الأول في العالم الإسلامي، فهاجر إليها الناس، وطلاب العلم من جميع أنحاء العالم الإسلامي. مسجد الكوفة من أشهر الآثار الإسلامية التاريخية للمدينة، حيث يقع في مركز وسط بالنسبة لها، يتميز بمساحة الكبيرة التي تبلغ حوالي 562 ألفا و 500 متر مربع، تم تشييده على مساحة مربعة الشكل بانحراف قليل عن القبلة بمقدار 17 درجة تقريبا، يتسع لأكثر من 40 ألف مصل. يوجد في الجانب القبلي للمسجد مقام الخليفة الإمام علي كرم الله وجهه الذي يطلق عليه المقام، لأنه رحمه الله كان يقيم صلاته فيه، كما أنه استشهد فيه أيضا. تنتشر على الجوانب الثلاثة الأخرى للمسجد عدد كبير من الغرف الصغيرة التي تم بناؤها حديثا للمعتكفين. توجد للمسجد أربعة أبواب أكبرها باب الفيل الذي يطلق عليه أيضا باب الثعبان، يوجد على الجهة المقابلة لمقام الإمام علي ومنبره. اكتسب المسجد في زمن الصحابة مكانة هامة، حيث كان مكانا للعبادة والدرس العلمي والقضاء، وعقد الاجتماعات الهامة للفصل في جميع المصالح والقضايا التي تهم الأمة الإسلامية، كما تميز بأنه كان أول وأوسع مدرسة لقراءة وتحفيظ القرآن، وتعليم الفقه والعلوم الإسلامية، حيث أنشئت به مدرسة الرأي التي كان يرأسها الإمام أبو حنيفة. تتوسط الصحن الخارجي للمسجد بقعة منخفضة يتم النزول لها بسلم، تسمى السفينة، كما تتزين الجدران الداخلية للمسجد والقبة بالمرايا في حين يكسوها الذهب من الخارج. بالقرب من المسجد يوجد العديد من الآثار التاريخية الإسلامية مثل دار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، كذلك يوجد قصر الإمارة الذي بناه أبو الهيجاء الأسدي لسعد بن أبي وقاص، عندما أسس الكوفة، كان يعرف بقصر سعد في ذلك الوقت، ثم اتخذه الخلفاء والملوك بعد سعد مقرأ لهم حتى عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان عام 71 هجرية. بجوار الجدار الشرقي للمسجد يقع ضريحا اثنين من شهداء المسلمين، وهما مسلم بن عقيل، وهاني بن عروة. مر مسجد بتطويرات وإصلاحات عديدة حتى استقر على وضعه وشكله الحالي بالعراق.

ليست هناك تعليقات: