الجمعة، 12 أغسطس 2011

الطغراء

الطغراء كلمة فارسية الأصل، تعني إسم السلطان الحاكم ولقبه، أما في اللغة العربية فيطلق عليها توقيع، وهو رسم خاص تدخل فيه الكتابة، مما جعل الالتزام بقواعد معينة فيه أمرا صعبا، حيث يخضع لأهواء وميول من يكتبونه أو بالمعنى الدق يرسمونه، ويطلق عليه أيضا الخط الهمايوني. يرجع ظهور هذا النوع من الخطوط إلى العهد الغثماني عندما أراد أحد السلاطين إرسال رسالة إلى أحد الأمراء العثمانيين، كان عليه أن يوقع تلك الرسالة، ولأنه كان يجهل الكتابة قام بتجبير كفه ووضعها على الورقة، وبعدها انتشر ذلك التوقيع بين سلاطين الدولة العثمانية. أدخلت عليه الحروف، فصار خط التوقيع الرسمي على الفرمانات العثمانية، كما تطورت أساليب الرسم به، حتى صارت تكتب به بعض العبارات الدينية مثل البسملة والشهادتين. ثم امتد خارج القصر العثماني، ليبتكر به الخطاطون أحد الخطوط الجميلة التي تخرج عن قواعد الكتابة، وتمتزج فيه الحروف بالخطوط والأشكال، مما جعله أقرب للرسم والزخرفة عن الكتابة. استطاع الخطاطون العثمانيون تجويده وتحسينه حتى بلغ أوج روعته وجماله في عهد السلطان سليمان القانوني. عادة ما كانت الطغراء تحمل إسم السلطان مكتوبا من أسفل إلى أعلى مصحوبا ببعض العبارات الدعائية مثل خلد الله سلطانه أو المظفر دائما بشكل تتداخل فيه حروف الأسماء بحيث ينتهي من أعلى جهة اليسار، بالتفافتين نصف دائريتين انسيابيتين، ثم تنسحب إلى أسفل جهة اليمين في خطين رفيعين متوازيين. عادة تنساب خطوط الطغراء بشكل متناغم ومتقاطع لتعطي تكوينا أو شكلا صلبا، يعاني من زخم الحروف في وسطه، ويمكن القول أنه ومع تطور استخدام الطغراء، أخذت شكلا ثابتا بعض الشئ يقوم على كتابة أو رسم ثلاثة امتدادات في حروف الألف واللام، تتناقص في أطوالها بالتدريج، مع رسم ثلاثة أقواس ترجع بدايتها إلى الخلف قليلا لتنتقص بشكل مفاجئ إلى الأمام، ثم يأتي خطان يتقوسان إلى الخلف ويرتدان إلى الأمام ويتمددان، وكذلك خط منحرف يهبط بصورة مفاجئة ليقطع القوسين، وأخيرا نجد ألفا صغيرة تقطع القوسين، حتى ينتهي بنا التصميم إلى كلمة أو عبارة على شكل كف إنسان، والتي تعد أصل الطغراء.

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

مازیار، جولین

غير معرف يقول...

مازیار وجولین