السبت، 13 أغسطس 2011

خط التاج

فكر الملك أحمد فؤاد ملك مصر السابق في ابتكار صورة للحروف الهجائية العربية، تكتب بها بخطي النسخ والرقعة، بحيث لا يتغير شكلها المعروف، وإنما تضاف لها إشارات وعلامات مرسومة توضع في أول الكلام، وتميز الأعلام، بحيث تقوم بالدور الذي تقوم به الحروف الكبيرة في اللغات الأجنبية، كما يتم إضافة علامات ترقيم ترشد القارئ إلى ما يتضمنه الكلام من رموز وإشارات، وتهديه إلى فهم ما ترمي إليه بعض العبارات. تنفيذا لتلك الرغبة تم الإعلان عام 1347 هجرية عن مسابقة عامة يتقدم لها كل من يقدم تصورا أو اقتراحا لتلك الفكرة يجعلها قابلة للتطبيق. تكونت لجنة مختصة من وزارة المعارف العمومية المصرية، للنظر فيما قدمه المتسابقون من اقتراحات وأفكار. كانت الجائزة من نصيب الخطاط المصري محمد أفندي محفوظ، الذي كان يشغل منصب خبير في محكمة الاستئناف العليا، والذي قدم ابتكارا يتطابق مع رغبة وفكرة الملك، فكان عبارة عن وضع خط يتضمن كتابة حروف النسخ أو الرقعة مضاف لحروفهما علامة مميزة عبارة عن لام ألف مقلوبة ومقوسة، توضع على رأس الحرف ليهتدي القارئ إلى ما ترمي إليه العبارات، هذا بالإضافة لعلامات الترقيم التي سيرد ذكرها. أطلق على هذا الابتكار خط التاج، لأنها كانت فكرة صاحب التاج وهو ملك مصر. أطلق على تلك العلامات والإشارات التي تلحق بخط النسخ أو الرقعة حروف التاج، عادة ما كان يتم وضعها في اول كل كلمة من كلمات العناوين، في مستهل الكلام، بعد علامة الاستفهام، ملحقة بإسم العلم سواء كان مفردا أو مركبا. أما علامات الترقيم التي تم إضافتها بين أجزاء الكلام المكتوب لتمييزه من بعضه، ولتنويع الصوت عند قراءته فكان أشهرها الفاصلة(،) والفاصلة المنقوطة (؛) والنقطتان الرأسيتان (:) وعلامة التعجب (!) وعلامة الاستفهام (؟) وعلامة التنصيص (") والشرطة (-) وعلامات الحذف (.....). قامت وزارة المعارف المصرية عام 1349 هـ بتعميم استخدام حروف التاج، وعلامات الترقيم في جميع المطبوعات الخاصة بها، سواء بخط النسخ أو الرقعة. بوجه عام تميز خط التاج في النسخ بجماله ووضوحه، فكان الأكثر شيوعا لدى خطاطي ذلك العصر.

ليست هناك تعليقات: