الأربعاء، 6 يوليو 2011

الأندلسيون

لم يكن الفتح الإسلامي للأندلس أو أسبانيا الإسلامية، كما كان يطلق عليها مجرد احتلال عسكري، بقدر ما كان حدثا حضاريا امتزجت خلاله الحضارات التي كانت موجودة بالفعل في بلاد الأندلس، كالحضارة الرومانية، والقوطية مع الحضارة الإسلامية، نتج عن ذلك الامتزاج حضارة إسلامية عربية أندلسية، مزدهرة في جميع المجالات. تنوعت طبقات المجتمع في الأندلس بعد الفتح الإسلامي، فكان هناك المسلمون من العرب والبربر، وهم الأسبان المسيحيون الذين دخلوا الإسلام بعد الفتح، كما كان هناك مسيحيو الأندلس الذين ظلوا متمسكين بدينهم، بالإضافة لليهود الذين تمتعوا في ذلك العصر بقدر كبير من التسامح الديني والحرية، التي لم تتسن لهم خلال حكم الروم، والقوط، كان لذلك التنوع أثره البالغ في نمط العام للأزياء الأندلسية خلال تلك الفترة. آثر المسلمون الفاتحون بعد توليهم زمام الأمور، الابتعاد عن ارتداء الملابس القيمة المصنوعة من الحرير، والأقمشة المطرزة لتورعهم عن ارتداء الذهب والحرير، وارتدوا بدلا عنها الملابس القطنية والكتانية، ثم ما لبثوا بعد عدة قرون أن ارتدوا الملابس الحريرية، بل وأسرفوا أيضا في الاهتمام بتطريزها بالديباج والذهب، خاصة ملابس الخلفاء وكبار رجال الدولة، كما علم المسلمون الشعب الأندلسي كيف تكون الملابس مناسبة للفصول، وأن عليهم ارتداء الملابس الحريرية ذات الألوان الزاهية، بينما الشتاء هو فصل ارتداء الفراء والملابس الثقيلة. ارتدى الرجال في تلك الفترة بنطلونا طويلا فضفاضا مصنوعا من الحرير أو القطن، كما كان المئزر أو الإسفاقس، من قطع الأزياء الهامة للرجل، كان عبارة عن قطعة من قماش الكتان مطرزة بخيوط من الحرير، أو الذهب يتم حزم الخصر بها، كما توجد قمصان مربعة الشكل، زاهية الألوان مصنوعة من الحرير المطرز، بعضها له أكمام والاخر بدون، أما الدراعة فكانت عبارة عن ثوب مفتوح من المنتصف عند أسفل فتحة الرقبة، مبطن بالفراء في الشتاء، أما في الصيف فكانوا إما ينزعون عنها البطانية أو يصنعون دراعة أخرى بدون بطانية. أمر ملوك المسلمين في أواخر عهد الخلافة الإسلامية في الأندلس، بتمييز اليهود بزي خاص يعرفون به، كان عبارة ثوب أزرق اللون، بأكمام واسعة طويلة، تصل حتى أقدامهم، كما كانوا يرتدون على رؤوسهم طاقية من الصوف، يصل طولها إلى تحت آذانهم، كان يمنع ارتداء العمائم التي كانت مقصورة فقط على المسلمين، أما النصارى أو المسيحيون، فكانوا يتميزون بارتداء الملابس البيضاء والخضراء التي لا تختلف في تصميماتها عن ملابس المسلمين. ارتدت المرأة المسلمة في الأندلس ثوبا واسعا فضفاضا فوقه قميص، كما كانت تلف خصرها فوق الثوب بحزام جلدي مطرز بالذهب أو الفضة حسب الطبقة التي تنتمي إليها صاحبة الثوب.

ليست هناك تعليقات: