الأربعاء، 27 يوليو 2011

دبوس الأمان

منذ أن عرف الإنسان استخدام الملابس، وهو يفكر في طريقة ملائمة لتثبيتها على جسمه، واستطاعت الإبر تحقيق الغرض، وساعدت إلى حد كبير في تثبيت الأقمشة المنسدلة على الجسم مع بعضها البعض، إلا أن مشكة وخز تلك الإبر والألم المصاحب له، كان من عيوب المصاحبة لاستخدامها. كان المصريون القدماء هم أول الشعوب التي استطاعت التغلب على تلك المشكلة، بأن ابتكروا دبابيس برونزية بطول 8 بوصات، لها رؤوس مزينة بالذهب، طور الرومان تلك الفكرة بأن جعلوا رؤوس تلك الدبابيس على شكل أفاع وأحصنة، وأي تصميمات فنية أخرى. تمتعت تلك الدبابيس بمكانة هامة في حياتهم لأنها كانت الوسيلة الوحيدة لتثبيت ملابسهم، كما كانت رمزا للتعبير عن مكانتهم الاجتماعية، فكانت دبابيس الأغنياء من الذهب، في حين يضع الخدم والعامة دبابيس حديدية ونحاسية. نشر الرومان استخدام تلك الدبابيس في جميع الدول التي شملتها امبراطوريتهم العريضة. ظلت مشكلة طرف الدبوس الذي كان غالبا ما ينفر للخارج ويوخز مستخدمه قائمة، ولم يفكر أحد في صنع قابض له يبقيه في مكانه حتى عام 1849، عندما كان الأمريكي والتر هنت مدينا ببعض النقود لأحد معارفه، الذي طلب منه أن يصنع من قطعة سلك عتيقة مثنية شكلا لشيء يمكن الاستفادة منه، ووعده بأن يمنحه 400 دولار إذا ما توصل لذلك الشكل، كما أنه سيلغي عنه الدين أيضا. استغرق الأمر من هنت حوالي ثلاث ساعات، حيث رسم رسما تخطيطيا لقطعة السلك وقد أضاف له لفة مستديرة ليتحول السلك إلى الدبوس المشبك الذي نعرفه اليوم، الذي يتألف من غلاف يغطي الرأس الحاد للدبوس. قام هنت بعمل نموذج عن اختراعه، إلا أنه لم يستطع أن يجني من ورائه أية أرباح سوى الـ400 دولار التي حصل عليها من دائنه، لأنه تنازل عن حقوق اختراعه فور استلامه المبلغ، واكتفى بشرف نسب اختراع شيء هام ومفيد للبشرية إليه.

ليست هناك تعليقات: