الأربعاء، 27 يوليو 2011

رقائق البطاطا الهشة

يحذر الأطباء وخبراء التغذية من خطر الإفراط في تناول بعض الأطعمة لما لها من تأثير مضر على صحة الإنسان، وعلى الرغم من وضع الشيبس على رأس قائمة تلك الأطعمة المضرة، إلا أنه يعد من أكثر الأطعمة المحببة للكبار والصغار على حد سواء، لما يتمتع به من طعم لذيذ بمذاقات متنوعة ترضي كافة الأذواق. ما كان لتلك رقائق الهشة أن تظهر ويعرفها الناس قبل ظهور البطاطا المقلية، فقد ظل العالم كله وحتى القرن السابع عشر الميلادي يأكل البطاطا إما مسلوقة أو مطهية مع اللحم، حتى حدث تغير جوهري في طريقة طهو البطاطا عام 1781 وبالتحديد في مدينة نامور البلجيكية الواقعة على نهر موير، والتي كان من عادة سكانها الاحتفال سنويا بمهرجان أسماك النهر الصغيرة المقلية، فكان الطهاة يصطادون الأسماك الصغيرة من النهر ثم يقومون بطهيها مباشرة أمام جموع الناس المحتشدة للاحتفال، ونتيجة لتجمد مياه النهر في ذلك العام واستحالة صيد الأسماك منه مما هدد بإلغاء المهرجان، فكر أحد الطهاة في تقطيع حبات البطاطا إلى أصابع توحي بنفس شكل الأسماك الصغيرة وقام بقليها في الزيت فانبهر الناس بها وانتشر اختراعه إلى باقي أنحاء أوروبا والعالم حتى صارت البطاطا المقلية من أهم الأطباق الأوروبية. في أحد أيام عام 1853 توجه كورنيلوس فاندرابيت إلى مطعم ساراتوغا سبرنغر بمدينة نيويورك الأمريكية لتناول طبق البطاطا المقلية المفضل لديه، والذي اعتاد جورج كروم رئيس طهاة المطعم على تقديمه لزبائنه، إلا أن فاندرابيت تذمر عندما وجدها سميكة جدا فطلب من جورج أن يقطعها أرق مما درجت عليه العادة، مما أغضب جورج وجعله يقرر أن يقطعها إلى شرائح في سمك الورقة ليغيظ الزبون، وعندما قام بقليها في الزيت وتذوقها انبهر بطعمها الهش، وأطلق عليها شرائح ساراتوغا وأصبحت الطبق المفضل لجميع زبائن المطعم. لم تكتسب تلك الرقائق الشعبية والانتشار خارج المطعم إلا عام 1920، عندما قامت السيدة سكودر بإنتاج وتعبئة تلك الرقائق في عبوات من الورق المشمع فلاقت رواجا تجاريا في جميع أنحاء أمريكا. نالت تلك الرقائق مزيدا من الانتشار عام 1926 عندما أسس هيرمان لاي مصنعا كبيرا لإنتاجها وأدخل العديد من النكهات على الطعم مما عزز من شعبيتها. لم يعرف لشعب البريطاني تلك الرقائق إلا عام 1913 بعدما تذوقها السير كارتر أثناء إحدى رحلاته إلى فرنسا فقرر إنشاء مصنع لإنتاجها في بريطانيا، ونالت نفس الشعبية والنجاح الذي لاقته في أمريكا، وصار كارتر من أكبر مصنعي البطاطا في بريطانيا حتى قرر أحد عماله، ويدعى فرانك سميث ترك العمل لدى كارتر وإنشاء مصنع خاص به لينتج فيه رقائق شيبس تحمل إسمه. وبالفعل تحقق له النجاح وبعد سنوات قليلة حصلت شركة رقائق سميث على مصنع كارتر بالكامل، كما احتكر إنتاج الشيبس في بريطانيا لسنوات عديدة.

ليست هناك تعليقات: