الأحد، 31 يوليو 2011

المسجد الحرام

في غرب المملكة العربية السعودية، تقع مدينة مكة المكرمة المحاطة بالجبال من جميع الجهات، التي حظيت بتكريم عظيم من الله عز وجل، عندما اختارها لتكون مكانا مقدسا تحمل أرضها بيته الحرام، الذي يعد أقدم مكان للعبادة على وجه الأرض، تحمل تلك المدينة 16 إسما، ورد ذكر 4 منها في القرآن الكريم هي: مكة، بكة، أم القرى، والبلد الأمين. الكعبة المشرفة هي أصل مدينة مكة المكرمة حيث نشأت حولها بعد بنائها مدينة مكة التي صارت بعد ذلك موطن قبيلة قريش، وذرية سيدنا إسماعيل عليه السلام. بنى سيدنا ابراهيم (ع) الكعبة من الرخام على شكل بناء مربع، يصل ارتفاعه إلى 5 أمتار، كما وضع عند أحد جدرانها حجرا أسود علامة يستدل بها على بداية الطواف حولها، ومن ثم أمر الله تعالى ابراهيم (ع) أن يؤذن في الناس بالحج إليها، وبعد السنة الثانية من الهجرة أصبحت قبلة المسلمين التي يتجهون إليها في صلاة. بعد فتح المسلمين لمكة قام الرسول الكريم (ص) بتطهير الكعبة من الأصنام المحيطة بها، كما وضع عليها كسوة، ونشر العطر والطيب في جميع أرجائها. لم يكن للكعبة في عهد الرسول الكريم (ص) سور يحيط بها، حيث كانت بيوت قريش تحيط بها وتفتح على المنطقة المحيطة بها والتي يطلق عليها المطاف، إلى أن جاء عهد الخليفة عمر بن الخطاب، ازدادت أعداد المسلمين، مما أدى إلى ضيق مساحة المطاف، فطلب الخليفة من أهل قريش شراء منازلهم لتوسيع المطاف، ثم قام بهدم البيوت المحيطة بها، حتى يضمن عدم زحف بيوت قريش على المطاف مرة أخرى، ثم قام ببناء سور حوله يصل ارتفاعه إلى 170 سنتيمترا. تتابعت أعمال التوسع والتعديل والاصلاحات على عمارة الكعبة المشرفة خلال العصور المختلفة، لولاة المسلمين إلى أن أصبحت الكعبة تتوسط صحن المسجد الحرام. تقدر مساحة المسجد الحرام الحالية 25 ألفا و 344 مترا مربعا، وتتوسطه الكعبة المشرفة، كما توجد عدة أجزاء مهمة للمسجد الحرام مثل منطقة المطاف، الحجر الأسود، الشاذروان وهو جدار ملاصق للكعبة مكسو بالرخام، يبلغ ارتفاعه حوالي 50 سنتيمترا، كما يوجد الملتزم، وهو مكان يقع بين الحجر الأسود وباب الكعبة، يسمى بهذا الإسم لأن الحجاج يلتزمون هذا المكان للدعاء فيه، كما كان يفعل الرسول الكريم (ص). يوجد أيضا مقام ابراهيم (ع) في الجهة الشرقية للكعبة، وهو المكان الذي صلى فيه سيدنا ابراهيم (ع) عند بنائه الكعبة.

ليست هناك تعليقات: