الخميس، 9 يونيو 2011

الأكابي

عثر العلماء في غابات الكونغو عام 1900 على حيوان غريب، لم يتمكنوا من تحديد فصيلته أو نوعه، حيث كان يجتمع بين شكل الزرافة والحمار الوحشي، بعد مزيد من الأبحاث والتجارب على عينات من جلده وعظامه تم التعرف على الأكابي الذي ينتمي إلى مجموعة الحيوانات التي يطلق عليها الحفريات مزدوجة الأصابع، وهي مجموعة من الثدييات آكلة الأعشاب، تعلو أقدامها أضلاف أو حوافر مقسومة إلى قطعتين، تضم تلك العائلة حوالي 190 نوعا من الحيوانات، منها الجمل، فرس النهر، البقرة، الثور، والزرافة التي ترتبط معه في بعض الصفات المشتركة، يمكن القول أنهما أبناء عمومة. يبلغ ارتفاع الأكابي من القدم حتى الرأس حوالي مترين، يزن حوالي 400 كيلوجرام، يتميز برأسه الأبيض الكبير الذي يشبه رأس الحصان، يرتكز على رقبة عريضة تشبه رقبة الزرافة، ولكنها تقل عنها كثيرا في الطول، كما يغطي جسمه الضخم شعر أسود أو بني داكن، ما عدا الأقدام الخلفية التي تزينها خطوط بيضاء، مما يجعله يشبه الحمار الوحشي، تلك الخطوط تجعل رؤيته عسيرة أثناء النهار، مما يجعله في مأمن من مهاجمة النمر، عدوه الوحيد، الذي عادة ما يكون نائما أو مسترخيا خلال النهار، خاصة في شهور الصيف الحارة. يتميز الأكابي بخجله الشديد جدا، الذي يعد السبب الرئيسي لتأخير إكتشاف وجوده، حتى لسكان الكونغو، وبالتحديد قبائل البيجامي التي أطلقت عليه ذلك الإسم. يحرص الأكابي بشدة على الإختباء بصفة دائمة بين أغصان الأشجار والنباتات الكثيفة، وكأنه يخجل من إظهار جسمه حتى لغير الأعداء، كما يتمتع بحاسة سمع قوية جدا، فيركض هاربا للإختباء بين الأشجار عند سماع أي صوت مهما كان ضعيفا. يمتلك ذكر الأكابي زوجا من القرون الصغيرة تغطيها طبقة من الجلد، كتلك التي توجد لدى الزرافة، كما يتميز بلسانه الأسود الطويل الذي يصل حتى 25 سنتيمترا، ويستخدمه في تناول مختلف أنواع النباتات والفواكه والأوراق الخضراء من الأشجار مباشرة، كما يستخدمه أيضا في تنظيف عينيه وأذنيه. يعد الحيوان الثديي الوحيد الذي يمكنه لعق أذنيه بلسانه. يتغذى الأكابي على أكثر من 100 نوع من النباتات، مما يسمح له العثور على الطعام أينما يذهب. بعد فترة حمل طويلة تمتد حتى 14 شهرا، تضع الأنثى صغيرا واحدا في فترة الممتدة بين شهري أغسطس وأكتوبر، ويزن الصغير عند الولادة حوالي 16 كيلوجراما، يكتسب منذ اللحظات الأولى في حياته عادة الخجل والإختباء، فيركض داخل العش الذي أعدته له أمه بين الأشجار، ويظل داخله لمدة شهرين يتغذى خلالهما على حليب الأم فقط، تعتمد الأم على الخطوط البيضاء التي تلف حول أقدامها الخلفية كدليل للصغار ليتبعوها أثناء سيرها، وذلك لضعف حاسة الإبصار لدى حيوانات الأكابي بوجه عام. أصدرت حكومة زائير منذ عام 1932، قوانين تحظر صيد حيوانات الأكابي في أراضيها، بهدف المحافظة عليها من الإنقراض، إلا أن محاولات صيدها لم تتوقف للحصول على لحمها الوفير، الذي يتمتع بمذاق فريد. تمتد فترة حياة حيوانات الأكابي حتى 30 عاما تقريبا.

ليست هناك تعليقات: