السبت، 18 يونيو 2011

قصر كيوتو الامبراطوري

استطاع الامبراطور الياباني القوي ( جيموتنو) في اوائل القرن الرابع الميلادي , تاسيس أول امبراطورية حاكمة في تاريخ اليابان التي شهدت أراضيها قبل تلك الفترة قدوم أعداد هائلة من البشر من جهات متفرقة من شرق آسيا , ينتمون للجنس المغولي . نجح الامبراطور في اخضاع هذه القبائل المختلفة , وأسس في اقليم ( نارا) امراطورية أسرة ( ياماتو) كأول اسرة حاكمة لليابان .
تمتع أباطرة اليابان بعد هذه الفترة بعدة قرون بسيادة صورية على البلاد , حيث كانت السلطة الفعلية بيد طبقة النبلاء الأقوياء , الذين عرفوا بالأوصياء,ثم تحولت السلطة فيما بعد إلى أيدي القادة العسكريين الذين عرفوا بالشوغونات .
تميزت اليابان بتعدد جزرها ومحافظاتها التي يبلغ عددها 47 محافظة , يوجد بكل منها عدد من المدن العريقة والقديمة , من بينها مدينة ( كيوتو) التي تنتمي إلى محافظة تحمل نفس الاسم , وتعد من أشهر وأقدم مدن اليابان , حيث كانت لأكثر من ألف عام مقر البلاط الامبراطوري ( 794- 1868م ) .
تقع مدينة كيوتو جنوب جزيرة هونشو , عرفت هذه المدينة قديماً باسم ( هيبآن كيوتو) أي عاصمة السلام , تم تأسيسها على يد الامبراطور (كامو) الذي وجد فيها مكاناً آمناً للابتعاد عن أعدائه .
ظلت المدينة ولفترات طويلة مركز الفن الثقافي الياباني , حيث ضمت أكثر من 2000 معلم أثري , يتنوع بين المعابد , المزارات , والقصور . من أبرز هذه القصور القصر الامبراطوري أو كما يطلق عليه ( كينكا كوجي ) يعد من أشهر المعالم السياحية في اليابان ككل , يقع في ضاحية ( كيتاياما) وهي إحدى ضواحي مدينة كيوتو , تو تشييده عام 1397م ليكون مقراً لإقامة أحد حكام الشوغونات الذي كان يدعى ( أشيكاغابوشي - ميتسو ) وذلك بعد أن قام بالتنحي عن الحكم لأحد ابنائه , وأقام في القصر حتى وفاته عام 1408م وتحول القصر بعد وفاته إلى معبد بناءً على وصيته .
يتكون البناء من ثلاث طوابق , تم تشييد كل منها وفقاً لطراز معماري مختلف , ينتمي لكل حقبة تاريخية مرت بها البلاد , تم طلاء أسقف البناء بالورنيش ( وهو مادة صمغية تستخرج من الأشجار ’ يتم طلاء التماثيل والتحف اليابانية المشهورة بها ) . تميز القصر بالرقائق الذهبية الرفيعة التي تغطي جدرانه الخارجية , لذلك يطلق عليه أيضاً ( السرادق الذهبي) , وتحيط بالقصر بحيرة تنعكس عليها أضواء هذه الرقائق فتمنحه منظراً خلاباً , كان مصدراً لإلهام العديد من الأدباء والفنانين اليابنيين . ويحتضن المعبد اليوم من الآثار الفنية والتماثيل المرتبطة بالعقيدة البوذية .

ليست هناك تعليقات: