الخميس، 30 يونيو 2011

الأحذية

عرف الإنسان ارتداء الحذاء منذ 40 ألف عام , هذا ما ذهبت إليه إحدى الدرسات الأمريكية مؤخراً , التي اكتشفت أن عظام أصابع أقدام الإنسان قبل تلك الفترة كانت قوية , لأنه كان يتحرك بلا حذاء أو رداء يغطي قدمه, لذلك كان يضغط على أصابع قدميه عند التحرك على الأرض ليتشبّث بها ,مما ساعده على قوة أصابعه. ظهور أحذية ذات قاعدة قوية قلّل من حاجة الإنسان لاستخدام أصابعه للحركة ,لذلك شهدت أصابع أقدام الناس مع تطوّر العصور تغيّراً كبيراً , فأصبحت أضعف و أقصر للحفاظ على توازن الجسم البشري أثناء المشي . لم يرتد الإنسان البدائي الحذاء الذي نعرفه , و إنما اكتفى بتغطية أقدامه بأوراق الشجر , وجلود الحيوانات , وتذهب بعض الروايات إلى أن قصة ارتداء الحذاء تعود لعهد أحد الملوك الذي خرج في رحلة صيد , وأثناء عودته وجد أن قدمه تورّمت لكثرة سيره في الطرق الوعرة , فأمر بتغطية كل شوارع المملكة بالجلد إلا أن احد معاونيه أشار عليه بعمل قطعة جلد ليضعها تحت قدميه فقط . عرفت مختلف الحضارات ارتداء أشياء تغطي القدم,كانت (الصنادل ) هي أكثر الأحذية شيوعاً في مختلف تلك الحضارات ,ارتدى الناس في حضارات ما بين النهرين (العراق) , وسكان الجبال الموجودة على الحدود العراقية الإيرانية أحذية للقدم مصنوعة من الجلد الخفيف الملفوف للقدم ,أطلق على ذلك الحذاء اسم (خف) . كما ارتدى سكان أوروبا أيضاً في العصور الوسطى أحذية من جلود الحيوانات ,كانو يعالجونها بالمواد الكيماوية , وهي العملية التي يطلق عليها اسم (الدباغة) لإعطائها النعومة اللازمة ,ثم تقطع بالسكاكين على شكل القدم, وأخيراً تتمّ خياطتها من كل الجوانب لتعطي في النهاية حذاءً مناسباً. تميزت معظم الأحذية التي أنتجت حتى عام 1850 بنهاياتها المستقيمة والمتشابهة بحيث كان من الصعب التفريق بين فردتي الذاء اليمنى واليسرى ابتكر الأيرلندي (همفري سوليفان)عام 1899 أول حذاء بكعب مطاطي ,تميز بمرونته , كما ساعد على طول عمر الحذاء لمدة أطول من الحذاء ذي الكعب العالي الذي كان شائعاًفي تلك الفترة . مع أواخر القرن التاسع عشر بدأاستخدام الماكينات في إنتاج الأحذية , وشهدت كل من (انكلترا ,المانيا ,تشيكوسلوفاكيا ,ايطاليا )طفرة خاصة في صناعة الأحذية حيث ظهرت في تلك الدول الأحذية الكتانية والمطاطية . الإزدهار التدريجي لمكائن الخياطة أدى إالى ازدهار صناعة الأحذية في العالم , حيث تحوّلت دكاكين وورش صانعي الأحذية الصغيرة إلى مصانع ومعامل كبيرة تنتج عشرات الألاف منها يومياً, كما ساعد اكتشاف البلاستيك على إيجاد بدائل للجلود والمطاط, فتطورت أساليب إنتاجها وتفرعت عملية صنع الحذاء الى أقسام ينتج كل منها جزءاً محدداًمنه, فظهرت مصانع لصنع السيور والشرائط , وأخرى لإنتاج وجوه الأحذية , وغيرها تختصّ بتصنيع النعال والكعوب.

ليست هناك تعليقات: