السبت، 18 يونيو 2011

قصر الحمراء

يعد قصر الحمراء , او كما يطلق عليه باللغة الاسبانية ( الالهامبرا جراندا ) , اشهر تحفة معمارية فى مدينة غرناطة اخر المدن الاسلامية في اسبانيا , لذلك يعتبر معجزة من معجزات الفن الاسلامي التي خلفها المسلمين هناك بعد سقوط الاندلس في يد الاسبان , حيث جمعت عمارته التحصينات الدفاعية المتمثلة فى الاسوار , و الابراج الخاصة التي جعلته حصنا منيعا , استعصى على الغزاة لاكثر من 250 عاما , كما ضمت روعة بناء و زخرفة القاعات , و اشغال الجبس و الرخام الفريدة , و القباب المرصعة بالاحجار الكريمة , بالاضافة لاحاطته بتصاميم نادرة للبساتين و الحدائق ,لذلك يمكن القول انه يعد بمثابة مدينة مصغرة على قمة تل ذات قسمين , احداهما عسكري و الاخر مدني .. و من اسرار روعة و ابداع القصر , ان الشكل الواحد لا يتكرر مرتين فى الزخارف و التصاميم التي تغطى المقصورات , و الاعمدة , و الاقواس , و فسقيات الماء ( النوافير ) .
شيد القصر فى اوائل القرن الثالث عشر الميلادي , فى عهد ملوك بنو الاحمر , الذين حكموا غرناطة بين عامي 1232 – 1492 م , لذلك ير البعض انه اشتق اسمه منهم , فى حين يرى البعض الخر ان التسمية ترجع الى التربة الحمراء التي تم تشييده عليها , كما ان بعض القلاع و الحصون المجاورة للقصر كانت تعرف باسم المدينة الحمراء .
ينقسم القصر الى ثلاثة اقسام , الاول هو ( المشور ) الذي كان الملك يعقد فيه مجلسه , و يصرف أمور دولته , بينما الثاني هو قسم الاستقبالات الذى توجد به عدة قاعات مثل قاعة العرش , و قاعة الاختين , و قاعة السراج , اما اشهر التحف الفنية النادرة فى ذلك القصر فهي ( صالة الاسود ) التي تقوم على 124 اسدا تخرج المياه من افواهها فى اوقات محددة من اليوم .
من أسرار هندسة وعمارة القصر التي لم تكتشف حتى الآن، تلك المياه التي تصعد إلى قمة التل المقام عليه القصر، وتنساب في كل أرجائه، وحدائقه الواسعة في نظام غريب ودقيق يصعب تفسيره، كانت تلك المياه حتى وقت قريب تخرج من أفواه الأسود بتدفق يزداد قوة مع تقدم ساعات اليوم، فكانت لزا وأعجوبة أفسدتها حفريا مهندسين أمريكيين وأسبان حاولوا كشف سر تلك المعجزة الهندسية، فتوقفت المياه عن التدفق من أفواه الأسود. أسقف حمامات القصر، مصنوعة من البلور على شكل قباب، تصل إليها أشعة شمس ضعيفة تنعكس داخل الحمامات فتضفي سحرا خاصا على المكان، كما تنسكب من جميع جداران الحمامات عطور زكية الرائحة، لا زال عبقها يسري في المكان حتى الآن، وتعد أيضا من الأسرار التي لم يتم اكتشافها بعد. تغطي جدران وأعمدة القصر عناصر زخرفية دقيقة في تنظيمات هندسية رائعة، تمثل بعض الآيات القرآنية، والأدعية، وبعض المدائح والأوصاف من نظم كبار الشعراء، كما لا يخلو جدار واحد إلا وكتب عليه عبارة لا غالب إلا الله. على مرتفع مجاور للقصر تمتد مساحات شاسعة من العشب الأخضر، يطلق عليها جنة العريف، وهي حدائق تحتوي على أجنحة، وأروقة محاطة بحدائق جميلة تسقى من خلال قنوات ونوافير مياه، وأقام ملوك بنو الأحمر تلك الحدائق كمتنزه للراحة والاستجمام.

ليست هناك تعليقات: