الثلاثاء، 28 يونيو 2011

المكواة

الاهتمام بالمظهر العام ، و نظافة الثياب و أناقتها ، كانت

من الأمور التي أولاها الإنسان اهتمامه منذ عصور بعيدة ، لذلك لم يتوقف عن ابتكار الوسائل التي تُمكِّنه من تحقيق ذلك ، و منها المكواة التي تُعد من أهم تلك الابتكارات. تعود فكرة ظهور المكواة إلى القرن الرابع ، عندما أبتكر الصينيون مكواة عبارة عن وعاء حديدي ، له يد ، موضوع بداخله جمر مشتعل يمنح الوعاء حرارة كافية لفرد الثياب بالشكل المطلوب. انتقلت الفكرة إلى أوروبا منذ أوائل القرن السابع ، فتم ابتكا ر أشكال

متعددة من تلك المكواة تعتمد على نفس فكرة الصينيين ، و هي الحصول على الحرارة مباشرةً من اللهب المتوهج.

ظهرت خلال القرن الثامن في أوروبا أشكال عديدة للمكواة ، تعتمد على الطريقة في التشغيل ، مثل (المكواة الحجرية الناعمة) ، عُرفت بهذا الإسم لقدرتها الفائقة على تنعيم و تلميع الملابس ، كانت تُشبه إلى حد كبير ثمرة نبات فطر ضخمة ، لا تزال تلك المكواة تُستخدم في أنحاء كثيرة من هولندا ، لدى بعض محلات تنظيف و كي الملابس ، بهدف إحياء بعض مظاهر التراث القومي ، خاصةً في الأماكن التي يتوافد عليها السياح. مع بداية القرن السادس عشر ظهر شكل آخر من أشكال المكواة أُطلق عليه (المكواة الحزينة المُسطحة) ، سُمي بهذا الإسم لثقل وزنها ، و كبر حجمها ، و يُعتبر الهولنديون أيضاً هم أول مَن أبتكر ، و أستخدم هذه المكواة ، التي كانت تتميز بالتنوُّع في أحجامها ، و أشكالها ، خاصةً في شكل المقبض أو الجزء الذي يمكن حملها منه . (المكواة الضاغطة) أيضاً كانت من نماذج المكواة الفريدة و المميزة ، التي ظهرت خلال القرن السابع عشر ، كانت عبارة عن سطحين صلبين من الحديد ، يتم وضع قطعة الملابس بينهما ، ثم تُكبس بقوة حتى يتم فردها بفعل الضغط . في يناير من عام 1882 قدَّم "هنري سيلي" للعالم ابتكاره المذهل ، الذي أحدث ثورة في عالم ابتكار المكواة ، حيث قدَّم أول مكواة تعمل بالكهرباء ، تعتمد على استخدام جزيئات الكربون في توليد الحرارة ، و تبنت العديد من الشركات فكرته و قامت بإنتاج تلك المكواة ، بأشكال و أحجام متنوِّعة تُناسب جميع الأذواق ، مما ساعد على انتشاراستخدامها في جميع أنحاء أوروبا ، حت ى بداية عام 1950 عندما ظهرت مكواة البخارالكهربائية ، فكانت وسيلة متطورة للحصول على أفضل طريقة عرفها العالم لكي الملابس.

ليست هناك تعليقات: