السبت، 18 يونيو 2011

الكوليسيوم الروماني

ينتمي الكوليسيوم الروماني لنوع من المباني التي أقامها الرومان القدماء يطلق عليه(مسرح الأمفير) , وهو مسرح مستدير ,مفتوح في الهواء الطلق , أي يخلو من الأسقف و الأعمدة, بغرض عرض مختلف مسابقات وعروض المصارعة و القتال بين البشر , أو بين البشر و الوحوش المفترسة, حيث كان الشعب الروماني مغرما بمشاهدة تلك العروض الدامية, أو لمشاهدة سباق العربات. تم بناء أول مسرح من هذا النوع عام 59 قبل الميلاد , و كان من الخشب.. و في عهد أوغسطس أول إمبراطور لروما , تم بناء أول مسرح أمفير يتألف من مواد حجرية و خشبية , ثم جاء الكوليسيوم الحجري , وهو مسرح الامفير الوحيد المتبقي في روما حتى الآن. يعد الكوليسيوم رمزا لمدينة روما , كما يعتبر احد المعالم الأثرية و السياحية المهمة , و احد الروائع الهندسية القديمة , و ذلك لساحته الكبيرة , و مدرجاته الضخمة المقامة بلا أعمدة , و ديكوراته الفخمة . بدا العمل في بنائه في عهد الإمبراطور (فيسباسيانو) عام 72 م , و انتهى البناء بعد ثماني سنوات , حيث افتتحه ابنه الإمبراطور (تيتوس) , أطلق عليه في بادئ الأمر مسرح (فلافيو) , ثم تحول إلى الكوليسيوم التي تعني بالرومانية {{البناء العظيم}}. يتميز الكوليسيوم الذي يعد أول إستاد في التاريخ بمدرجاته العمودية , التي كانت تتسع لأكثر من 75 ألف مشاهد من عامة الشعب الروماني , و علية القوم من النبلاء , كما يوجد به إيوان أو ركن خاص للإمبراطور , و آخر من الرخام الأملس لشيوخ روما.الشكل الخارجي للبناء مصمم على هيئة أقواس , وهو مكون من أربعة ادوار , ثلاثة منها مكونة من 80 قوسا , أما الدور الرابع فهو جدار أصم بدون أقواس. يبلغ ارتفاع الكوليسيوم حوالي 75 مترا , و طوله 188 مترا , وعرضه حوالي 156 مترا , كما يوجد له أربع مداخل رئيسية , احدها كان مخصصا لدخول الإمبراطور و حاشيته , و الثاني للقضاة , و الثالث لضيوف الشرف من أمراء و ملوك الدول الأخرى , أما الرابع فكان لدخول العامة من الجمهور. تم بناء هذا الصرح المعماري الضخم باستخدام توليفة من مواد البناء مثل الطوب,والرخام ,والاسمنت,حجر(التوفا), وهو حجر ذو مسامات يتشكل من رماد البراكين , لضمان قدرة البناء على استيعاب و تحمل ذلك الحشد الجماهيري الضخم. استمرت حفلات المصارعة بمناسبة افتتاح الكوليسيوم مائة يوم متواصلة , قتل خلالها 90 ألف وحش. وقد استمرت تلك العروض حتى عام 404 م توقفت بعدها مباريات القتال بين المصارعين , لتستمر بين الوحوش فقط , التي ظل زئيرها يهز أرجاء البناء لأربعة قرون. أغلق البناء بعد سقوط روما , و تعرض للعديد من الزلازل الأرضية التي أثرت فيه بشكل كبير , و لكنها لم تخف معالمها الأساسية , و أعيد ترميمه مع أوائل القرن التاسع العشر , حيث لازالت تقام عليه حتى اليوم , العديد من العروض المسرحية و المهرجانات الثقافية و الفنية .

ليست هناك تعليقات: