الثلاثاء، 28 يونيو 2011

العلكة ( اللبان)

قد يرى البعض العلكة كاختراع لا فائدة منه , مع أن كثيرا من الدراسات الطبية توصلت مؤخرا إلى أنها تحتوى العديد من المكونات التى تساعد على تقليل البكتيريا فى تجويف الفم , التى تسبب الرائحة الكريهة , كما تمنع نمو الجراثيم المسئولة عن تسوس الأسنان والتهاب اللثة . هذا بالإضافة لأحدث تقرير ورد عنها فى مجلة " نيو إنجلاند " البريطانية , الذى يؤكد دورها الفعال فى حرق أكثر من 11 سعرة حرارية فى الساعة الواحدة , مما يساعد من يمضغها على تقليل وزنه .. ألا يدفعكم الفضول الآن لمعرفة تاريخ ذلك الإختراع المفيد والمحبب للملايين ؟! بدأت قصة ظهور العلكة , بعد نفى الجنرال المكسيكى " سانتا آنا " إلى مدينة نيويورك الأمريكية , إثر الهزيمة التى لحقت بجيشه أمام الأمريكيين فى تكساس , كان من عادة هذا الجنرال مضغ مادة صمغية تدعى تشيكل , يتم استخراجها من لحاء الأشجار , كان للجنرال صديق أمريكى يعمل بوظيفة مصور فوتوغرافى , يدعى (توماس آدامز) , كان مغرما بصنع الألعاب , والأقنعة , والأحذية باستخدام مواد وخلطات يصنعها بنفسه . أثناء يحثه عن مادة بديلة للمطاط ليستخدمها فى هوايته , قدم له الجنرال المكسيكى هذه المادة التى يمضغها , إلا أن تجارب "آدامز" باءت بالفشل , ولم يفى الخليط الذى حضره من هذه المادة بالغرض , وبينما هو فى معمله ذات يوم , أثناء استغراقه فى التفكير التقط قطعة من هذا الخليط دون أن يدرى , وأخذ يمضغها , فاستساغ مضغها , وخطرت بباله فكرة إضافة بعض المنكهات المستخلصة من عصائر الفاكهة لهذه المادة المطاطية , فكانت النتيجة مبهرة , جعلت "توماس" يتوقف عن إنتاج الألعاب والأحذية , ويفاجأ العالم باختراع جديد لم يسبقه إليه أحد . فى عام 1870 افتتح "توماس" أول مصنع فى العالم لإنتاج العلكة , كان معملا صغيرا , وسرعات ما راجعت تجاربه , وأنتج علكة بمختلف النكهات , أطلق علي أول علكة منكهة ينتجها مصنعه الصغير جاك الأسود , لأنها كانت بنكهة العرقسوس . فى عام 1880 ابتكر "جون كالجون" الأمريكى طريقة لجعل طعم علكة "آدامز" الصغير مصنعا كبيرا متفردا بإنتاج العلكة فى أمريكا , إلا أن معظم محلات الحلوى رفضت بيعها فى متاجرها , فسارعت شركة (توتى فروتى) للإتفاق مع "آدامز" على بيعها من خلال ماكينات آلية , يتم وضعها فى أماكن متفرقة من أنحاء البلاد , مما أسهم فى زيادة رواج العلكة كسلعة للناس , وتجارة لـ "آدامز" . لم تلق العلكة فى بريطانيا نفس نجاحها ورواجها فى أمريكا , حيث حاول التجار عام 1894 تسويقها فى مجلات ومتاجر لندن , إلا أن المحاولات باءت بالفشل , ولم يتقبلها الشعب البريطانى , حتى عام 1911 , عندما قامت شركة (ريغلى) بإنتاجها , وحالفها الحظ هذه المرة بالرغم من رفض جميع متاجر الحلوى بيعها , كما حدث فى أمريكا , فما كان من الشركة إلا أن قامت بتسويقها عبر عربات البيع فى الشوارع , مما ساعد على انتشارها وإقبال الناس على مضغها .

ليست هناك تعليقات: