الخميس، 28 أبريل 2011

الملوخية .. والحاكم بأمر الله

ظلت الملوخية لقرون عديدة من الأكلات الأكثر شعبية بين الناس ، دون أن يُعرف لها إسم ، حتى عصر الخليفة الحاكم بأمر الله ، الذي عانى آلاما ً في بطنه ، فأشار عليه الأطباء بأكل الملوخية ، وبعد أن تناولها شفي في الحال ، فأصدر أمرا ً بمنع أكلها على عامة الناس ، وجعلها طعاما ً خاصا ً بالأمراء ، والملوك ، وصفوة الناس من رجال الدولة ، فأطلق عليها حينئذ ( ملوكية ) وبمرور الزمن تطور الاسم إلى ملوخية. تـُـعد الملوخية وجبة غذائية متكاملة ، غنية بالفيتامينات ، المعادن ، الكربوهيدرات ، والألياف ، كما تتميز عن سائر أنواع النباتات الورقية ، بأنها لا تفقد أيا ً من مكوناتها الغذائية وفوائدها العلاجية عند الطهي. هناك عدة أنواع منها ، فهناك الطازجة الخضراء ، والمجمدة ، واليابسة أو الجافة التي تـُـعد أكثر الأنواع فائدة ً ، لاحتوائها على نسبة أعلى من الألياف ، والبروتين ، ونسبة أقل من الدهون.
تحتوي الملوخية بشتى أنواعها على كمية وفيرة من فيتامين ( أ ) ، بفضل احتوائها على مادة ( الكاروتين ) التي تتحول في الجسم إلى فيتامين ( أ ) ، مما يساعد على تقوية جهاز المناعة في الجسم ، فتزيد مقاومته للأمراض والالتهابات ، بالإضافة لتقوية النظر ، وتنشيط ضربات القلب ، وعلاج هبوط طاقة وضعف الجسم. تـُـعد الملوخية أيضا ً من الأغذية الغنية بالحديد ، الذي يحارب الأنيميا وفقر الدم ، ويحافظ على خلايا الجسم من التآكل ، كما تحتوي على نسبة عالية من الفوسفور الذي يحافظ على خلايا الدماغ ، ويساعد على تجديد الذاكرة وتنشيط القدرات الذهنية. تـُـسهم الملوخية في الحد من اضطرابات الهضم ومشاكل المعدة ، بفضل احتوائها على مادة مخاطية تسمى ( ميسولوج ) تمنحها القوام اللزج الذي يجعلها وجبة سهلة الهضم وملينة تساعد على تجنب الإمساك. تكتمل فوائد الملوخية بإضافة اللحوم لها كالدجاج أو الحمام أو لحم الأغنام والأرانب ، كذلك تناولها مع الأرز أو الخبز يزيد من القيمة الغذائية للوجبة خاصة ً للصغار. قبل طبخ الملوخية الطازجة يجب غمر أوراقها بالماء النظيف ، المضاف له بعض قطرات الخل لضمان نظافتها من الأتربة ، والتخلص من آثار المبيدات الزراعية.

ليست هناك تعليقات: