الخميس، 28 أبريل 2011

الثوم .. دواء

قد ينفر البعض من رائحته النفاذة وطعمه اللاذع ، هذا ما يجعله مميزا ً ، حيث أن مكوناته الكبريتية هي التي تعطيه تلك الرائحة وذلك الطعم ، وهما بدورهما المسئولان عن الكثير من الفوائد الصحية التي يتمتع بها. الثوم الذي يُعد من أقدم النباتات التي استخدمها الأجداد القدماء ، حيث تظهر على جدران معابد المصريين القدماء رسوم واضحة لثماره المميزة الشكل ، وتشير بعض الروايات والأساطير إلى أنه كان الغذاء الرئيسي للعمال الذين قاموا ببناء الأهرامات ، كما أوصى ( أبو قراط ) عالِم الطب القديم ، بتناول ثماره النيئة للوقاية من العدوى ، تلوث الجروح ، واضطراب الهضم. يحتوي الثوم على كمية وافرة من زيت ( الغارليك ) المفيد لتحسين عمل الجهاز التنفسي ، وبذلك يساعد في علاج التهابات القصبات الهوائية ، الزكام ، السعال ، حالات الربو المزمنة. يحتوي الثوم على كميات جيدة من الفوسفور ، الكالسيوم ، وبذلك يساعد على تسكين آلام الروماتيزم ، آلام الأسنان ، والأذن .. كما يسهم في علاج قرحة المعدة ، الغازات ، خفض ضغط الدم المرتفع ، وهو يزيد بوجه عام من مناعة الجسم ويحميه من الإصابة بالأوبئة مثل الدفتيريا ، والدوسنتاريا ، حيث ثبت أن الميكروبات المسببة لتلك الأمراض تموت بعد خمس دقائق من تعرضها للمواد الطيارة المنبعثة منه. يُسهم الثوم علاوة على ماسبق في منع تكون الجلطات الدموية ، بمحافظته على إبقاء الدم في حالة سيولة جيدة ، كما يسهم في خفض نسبة سكر الدم. يؤكل الثوم نيئا ً مع الأكل لتحسين الطعم وفتح الشهية ، كما يؤكل مطبوخا ً كعنصر أساسي لتحضير العشرات من أصناف الطعام ، ولا يُقلل الطبخ من فوائده الصحية ، إلا أنه يُنصح بعدم استخدامه للطبخ أو تناوله نيئا ً فور تقطيعه أو فرمه بل يجب الانتظار لمدة 10 دقائق تقريبا ً حتى يتكون ( مُركب الليسين الكبريتي ) ، الذي يبدأ في الفعالية والظهور ، ويعمل ذلك المُركب على زيادة قدرات الثوم الدفاعية والوقاية من الأمراض. عادة ً ما يصحب تناول الثوم بإفراط رائحة سيئة للفم ، تستمر حوالي يوم كامل أو حتى تتبخر جميع الزيوت الطيارة. لتخفيف الأثر غير المستحب لتلك الرائحة يمكن تناول كوب من الحليب البارد فور أكل الثوم ، أو مضغ بعض عروق البقدونس أو حبوب البن أو الهيل ، كما يُفيد تناول ثمرة تفاح في التخلص من تلك الرائحة بشكل سريع وفعال. من الطريف أن هناك بعض الشعوب التي تبالغ في الاهتمام بالثوم ، حتى أنها تقيم له مهرجانا ً سنويا ً تتنوع فيه الأنشطة من عروض الطبخ ، الأزياء ، والعروض المسرحية ، وكلها لها علاقة بالثوم ، حيث يمكن للمرء أن يتذوق كل الأكلات بنكهة الثوم مثل معجنات الثوم ، وحتى آيس كريم الثوم !

ليست هناك تعليقات: