الخميس، 17 مارس 2011

الحضارة الأشورية

في نحو عام 1900 قبل الميلاد ، حكم البابليون جنوب بلاد ما بين النهرين ( العراق الآن ) بينما سيطر الأشوريون المحاربون على شمالها ، وتقع مملكتهم في وادي نهر دجلة العلوي ، وكان معظم الملوك الأشوريين من الطغاة الهمجيين الذين لا يسمحون أبداً لأي دولة قريبة منهم بأن تكون مستقلة. وقد ازدادت ثروة الأشوريين من خلال الأنشطة التجارية التي كانوا يمارسونها ، وذلك ببيع المنسوجات والمعادن في كل مكان. وسّع الملوك الأشوريين من رقعة بلادهم ، بحيث سيطروا على كل الطرق التجارية وقضوا على الثورات التي قامت ضدهم في الدول المجاورة. ووصلت الإمبراطورية الأشورية إلى أقصى اتساع لها ، إبان فترة حكم ( نجلات بلاسر ) 745-727 قبل الميلاد بحيث ضمت إليها بابل وسوريا وقبرص وشمال الجزيرة العربية ومصر. وكان الأشوريين من أعظم البنائين ، ولذلك شيدوا مدناً رائعة تعج بالمعابد والقصور. وقد اعتمدت الدولة الأشورية على أساس عسكري حربي ، مما أدى إلى استخدامها الخيل والمركبات الحربية وابتكار المنجنيق بأنواعه ، كما استخدموا الحديد في صنع الأسلحة الخفيفة كالسيوف. وكان الملك ( أشور بانيبال ) آخر وأعظم الحكام الأشوريين ، وكان متعلماً ومثقفاً ، وفي غضون فترة حكمه ، أنشأ مكتبة ضخمة حفظ فيها سجلات قديمة ، سجل عليها العديد من النقوش الأدبية والتاريخية والرياضية والفلكية ، وعندما مات هذا الملك في عام 627 قبل الميلاد ، سقطت الإمبراطورية الأشورية. واليوم تقع أطلال مدينة ( آشور ) التي كانت لها قدسية خاصة ومكانة متميزة على مسافة مائة وعشرة كيلومترات جنوبي مدينة الموصل في العراق.

ليست هناك تعليقات: