الخميس، 17 مارس 2011

الحضارة البابلية

قامت دولة ( بابل ) في المنطقة الجنوبية ، ما بين نهري دجلة والفرات ( العراق حالياً ) ، وتُعد أرض بابل خصبة ، كوَّنها دجلة والفرات من الطمي الذي ترسب في مجراهما الأدنى. وعندما تولى الحكم بابل العظيم ( حمورابي ) عام 2100 قبل الميلاد لم تكن بابل في ذلك الوقت دولة موحدة بل مدناً مستقلة في نزاع مع بعضها البعض. فقام بتوحيدها في دولة كبيرة ذات سلطان ، بعد أن هزم أعداءه وهم سكان البادية من الغرب. كان البابليون يشتغلون بالرعي والزراعة ، وكانت لهم دراية بصنع الأواني النحاسية أما كتاباتهم فتُعرف بالخط المسماري ، وكانوا يكتبون على ألواح من الطين الجاف وكان أهم ما يُميز الحضارة البابلية ، تلك القوانين التي كانت تحكم العلاقات بين الأفراد والدولة. إذ وُجدت لوحة من الحجر ، سُطرت عليها مجموعة من القوانين ، كما عُثر على خمس وخمسين رسالة لحمورابي ، هي عبارة عن أوامر وتعليمات خاصة بتحصيل الضرائب والعناية بشئون المعابد. أما عن التعليم فقد كشفت أعمال التنقيب عن آثار مدارس ، عُثر بها على ألواح للتلاميذ من الطين الجاف ، دلت على عنايتهم بالعلم والأدب. أما في التجارة ، فقد وصل التجار البابليون إلى غرب آسيا ببضائعهم ، ومنهم تعلم أهلها الخط المسماري. وفي ظلال الأمن الذي ساد البلاد إذ ذاك ، راجت التجارة وانتشرت. وكانت تجاور بابل ، دولة ( آشور ) في أعلى نهر دجلة ، وعلى الرغم من أنها كانت تخضع لبابل ونقلت عنها حضارتها. غير أن الأشوريين أجادوا فنون الحرب ، فاشتد بأسهم حتى إذا كان عهد ملكهم ( سنخاريب ) ( 705 – 681 قبل الميلاد ) ، استولوا على الدولة البابلية ، وأزالوا مدينة بابل عاصمتها ، من الوجود.

ليست هناك تعليقات: