الخميس، 17 مارس 2011

الجاسوس القاتل


وُلد ( بوجدات ستاشنسكي ) في أوكرانيا ، وكانت جزءا ً من الاتحاد السوفييتي ( السابق ) ، وكان الكثير من الأوكرانيين معارضين للحكم السوفييتي ، ولكن ( ستاشنسكي ) كان مواليا ً للسوفييت ، فالتحق بالمخابرات السوفييتية ( كي. جي. بي ) عام 1955 ، وكان مقاتلا ً جيدا ً على الرغم من جسمه الصغير النحيل ، كما كان يتمتع بالذكاء الحاد ، وتم تدريبه بشكل مكثف لمدة عامين على كل مجالات العمل السري. في عام 1957 أسندت إليه مهمة اغتيال ( ليف ريبيت ) الذي كان بمثابة شوكة في ظهر السوفييت على مدار الخمسة أعوام السابقة. إذ كان يدير حركة مقاومة أوكرانية ضد السوفييت في ألمانيا الغربية ( قبل أن تتوحد ألمانيا ) ، وقام بقتل كل الأشخاص الذين شك في أن يكونوا جواسيس سوفييت.
بدأ ( ستاشنسكي ) عمله في ألمانيا الغربية ، مستخدما ً اسما ً مستعارا ً ، وقام بالحجز في أحد الفنادق بمدينة ( ميونخ ) ، يواجه مبنى صحيفة كان معروفا ً أنها ملتقى المبعدين الأوكرانيين. وبعد عدة أيام شاهد ( ريبيت ) للمرة الأولى وتتبعه
إلى منزله ، وراقب تحركاته اليومية ثم اتصل هاتفيا ً بموسكو ، وأبلغهم أنه مستعد للتنفيذ. قامت المخابرات السوفييتية بتسليمه سلاحا ً جديدا ً قاتلا ً ، عبارة عن مسدس يتكون من ماسورة معدنية خفيفة ، طولها خمسة عشر سنتيمترا ً وقطرها ، سنتيمتران ، ويحتوي على خزان به سائل سام يمكن رشه في وجه أي شخص فيموت في خلال دقيقتين ، ويبدو الأمر كما لو أن الضحية قد أصيب بأزمة قلبية. استطاع ( ستاشنسكي ) أن يرش السائل السام في وجه ( ريبيت ) بينما كان يصعد الدرج ليلا ً في مبنى الصحيفة ، وسمع ( ريبيت ) وهو يسقط على الأرض ، ولكنه لم يلتفت وراءه ، وسار ببطء خارجا ً من المبنى ، ثم ألقى بالمسدس في إحدى القنوات القريبة. عند دخوله الفندق الذي يقيم فيه ، وصلت سيارة الشرطة وسيارة الإسعاف ، وكان ( ريبيت ) قد مات. وفي غضون عدة أيام عاد ( ستاشنسكي ) إلى موسكو ، ليتلقى التهنئة كبطل في احتفال خاص ، أقامته المخابرات السوفييتية. وفي عام 1961 قـُـبض عليه أثناء قيامه بمهمة تجسس في ألمانيا الغربية ، وحـُـكم عليه بالسجن مدى الحياة.

ليست هناك تعليقات: