جاسوس روسي في اليابان

يُعتبر ( ريتشارد سورج ) ( 1895 – 1944 ) أحد كبار الجواسيس المعروفين في فترة نهاية الحرب العالمية الثانية ، وكان يعمل لصالح المخابرات الروسية في كل من الصين واليابان ، وله دور رئيسي في تزويد الروس بالمعلومات الجوهرية عن كل من سياسات ألمانيا واليابان وقت الحرب. الحقيقة أن تقارير ( سورج ) مكنت ( ستالين ) الزعيم الروسي من تحريك الخطوط الأمامية لقواته من سهول سيبيريا إلى موسكو للدفاع عنها ضد الغزو الألماني عام 1941. اهتم ( سورج ) بأفكار ( كارل ماركس ) مؤسس الشيوعية المعاصرة ، وفي عام 1920 انضم إلى المخابرات الروسية ، وتلقى تدريبا ً مكثفا ً كي يصبح جاسوسا ً لروسيا ، وتم إرساله إلى مدينة ( شنغهاي ) بالصين متسترا ً خلف وظيفة صحافي في جريدة ألمانية ، بعد أن صدرت إليه تعليمات لإنشاء شبكة كبرى من الجواسيس الروس عبر أرجاء الصين ، وأرسل معلومات بالغة الأهمية عن العلاقات الألمانية – الصينية. في عام 1932 كـُـلف ( سورج ) بمهمة أخرى في اليابان ، تتلخص في التعرف عما إذا كان اليابانيون ينوون مهاجمة روسيا أم لا ، واستطاع تجنيد عدد من اليابانيين لمساعدته ، وأرسل معلومات عن تحركات الأسطول الياباني في المحيط الهادي. وكان ( سورج ) - خوفا ً من جهاز المخابرات الياباني – يستخدم قاربا ً شراعيا ً لبث رسائله اللاسلكية ، متنقلا ً بالقارب من ميناء إلى آخر. تتبع جهاز المخابرات الياباني الإرسال اللاسلكي الصادر من القارب ، وهكذا قبض عليه واعترف بأنه جاسوس روسي ، وأعدم.