الخميس، 17 مارس 2011

الحضارة اليونانية

تشتهر اليونان بجمال وتنوع مظاهر الطبيعة فيها ، فهناك الجبال والسهول والجُزر والجو الدافئ والشمس المشرقة. وقد نشأت الحضارة اليونانية وسط هذه الطبيعة الساحرة وتأثرت بها. وفي عام 447 قبل الميلاد ، لم تكن مدينة ( أثينا ) هي أكبر مدينة في العالم القديم ، ولكنها كانت بالتأكيد واحدة من أكثر المدن أهمية ونشاطاً. في ذلك الوقت كان يعيش في البلاد اليونانية أحد ألمع شعوب العالم القديم ( كان يُطلق عليهم الإغريق ) ، حيث تم تأليف الكتب والمسرحيات وجرى التعليم والتدريس على نطاق واسع. وكان اليوناني متعلقاً بأرضه يزرع فيها بنشاط ثم فتش عن موارد أخرى للعيش مثل صيد الأسماك والتجارة. في اليونان القديمة ، كان المواطنون يديرون حكومتهم بأنفسهم ، وكان ( المجلس الحكومي ) يتكون من خمسمائة رجل ، وهو المسئول مباشرة عن شئون الدولة. وكان هذا المجلس يجتمع ثلاث مرات كل شهر. وكان أعضاؤه يتناقشون ويصوتون على القوانين والأمور الهامة مثل الدخول في حرب أو عقد معاهدة سلام. وكل عام كان يتم اختيار مجموعة جديدة من خمسمائة شخص آخرين عن طريق إجراء قرعة بين السكان ، وبهذه الطريقة أتيحت لكل المواطنين فرصة لخدمة بلادهم من خلال ( المجلس الحكومي ). صنع اليونانيون القدماء كثيراً من المنتجات الجميلة والرائعة مثل الفخار والأدوات المعدنية والتماثيل. ودرسَ أكثر الطلاب اليونانيين ( الإلياذة ) و ( الأوديسة ) ، وهي قصائد حماسية طويلة للشاعر ( هوميروس ) ، تتناول سير الحروب والأبطال القدماء. كان الرياضيون يُشاركون في المسابقات الأوليمبية التي تُقام كل أربعة أعوام. وكانوا يتصارعون ويتلاكمون ويقذفون القرص والرمح ويتسابقون في العدو. كما درس اليونانيون القدماء الهندسة والفلك ولاحظوا بدقة الشمس والقمر والكواكب والنجوم. ودرس الطبيب اليوناني (أبقراط) الأمراض ، ووصف حالات مرضية معينة لاحظها ، واقترح العلاج المناسب لها ، وقد وضع قواعد أخلاقية ، لكل من يمتهن مهنة الطب ، ولازال الأطباء يلتزمون بها حتى الوقت الحاضر. وبحث المفكرون اليونانيون ودرسوا من أجل الفهم العميق لأنفسهم وللعالم من حولهم ، وأطلق عليهم الفلاسفة أي محبو الحكمة. ولاشك أن ( سقراط ) و ( أفلاطون ) و ( أرسطو ) ، يُعتبرون أعظم الفلاسفة اليونانيين. والحقيقة أن أفكارهم مازالت تؤثر على تصورات المفكرين المحدثين.

ليست هناك تعليقات: