الخميس، 17 مارس 2011

العميل المزدوج

في عام 1940 كان ( إيدي تشابمان ) من أكبر لصوص الخزائن في لندن ، وبعد أن قـُبض عليه عدة مرات وأودع السجن ، قرر أن يصبح جاسوسا ً لألمانيا ، وكانت ألمانيا وانجلترا في حالة حرب في ذلك الوقت ، فهرب إلى فرنسا ، حيث كانت تحتلها ألمانيا ، وسلم نفسه للسلطات الألمانية هناك ، وعرض خدماته ليصبح جاسوسا ً ضد انجلترا. فأرسل إلى دورة سريعة لتعلم أسس التجسس وكيفية إخراج قطار عن مساره وأسلوب تدمير سفينة عن طريق وضع كتل من الفحم المخلوط بالديناميت في مستودع الفحم الخاص بها ، والذي كان يُستعمل كوقود. كان ذلك تحولا ً سارا ً بالنسبة لتشابمان ، بعيدا ً عن الحياة البائسة خلف قضبان السجن ، وكان ( تشابمان ) يتقاضى من الألمان راتبا ً كبيرا ً ، وتم إدراجه على قائمة القوات الخاصة لزعيم ألمانيا ( أدولف هتلر ). بعد فترة قصيرة صدرت له تعليمات بالهبوط بمظلة في انجلترا ، وكان من المقرر عند وصوله أن يبعث بتقارير حول الأسلحة وأجهزة الرادار ووحدات الأسطول البحري ، بالإضافة إلى تنفيذ مهام تخريبية. وفعلا ً هبط ( تشابمان ) بسلام في منطقة ( إيست أنجليا ) بانجلترا ، وهناك اتجه إلى أقرب قسم للشرطة وأفرغ حقيبته أمام مجموعة من رجال الشرطة المندهشين ، وتم إرساله إلى مقر المخابرات ، حيث أجروا تحقيقا ً دقيقا ً معه ، بعد أن اعترف بأنه جاسوس ألماني ، ولكنه يريد أن يتجسس لحساب انجلترا ، في مقابل العفو عن كل جرائمه السابقة. ولحسن حظه فقد اقتنع رجال المخابرات البريطانية بالمعلومات التي كشف عنها ، وأعطوه اسما ً حركيا ً ( الخط المتعرج ) ، ووافقوا أن يعمل كعميل مزدوج. استمرت رحلاته إلى بلاد أوروبية مثل البرتغال ، لمقابلة أفراد من المخابرات الألمانية ، وكان يقدم لهم في كل مرة معلومات مضللة عن القوات المسلحة البريطانية ، ولكنه في نفس الوقت كان يزود المخابرات البريطانية بالمعلومات الصحيحة التي تمكن من الحصول عليها عن التحركات والخطط الألمانية في أوروبا. وبعد الحرب العالمية الثانية ، أصبح ( تشابمان ) يمثل إزعاجا ً للسلطات البريطانية ، فساعدوه لامتلاك مشروع للاستيراد والتصدير.

ليست هناك تعليقات: