الخميس، 17 مارس 2011

الجاسوس الياباني

كان ( كينجي دويهارا ) ضابطا ً بالجيش الإمبراطوري الياباني ، وكان يتمتع بالذكاء الشديد والقدرة على التحدث بإحدى عشرة لغة ، وثلاث لهجات صينية ... وبسبب كفاءته تم تعيينه عام 1926 مساعدا ً للملحق العسكري بالسفارة اليابانية بالعاصمة الصينية ( بكين ). وكانت العلاقات بين الصين واليابان بالغة السوء ، والواقع أن اليابان كانت تستعد لغزو إقليم ( منشوريا ) الذي يقع في شمال الصين. أسندت المخابرات اليابانية إلى ( دويهارا ) مهمة تسهيل الخطوة اليابانية الوشيكة قدر المستطاع. وفي ذلك الوقت كانت السفارة اليابانية في بكين ، قاعدة للجواسيس ، حيث كانت مهمتهم الكشف عما تخطط له الحكومة الصينية ، وإشاعة الفوضى في ظروف الحياة اليومية ، لتوفير الظروف المناسبة للغزو الياباني. في فترة وجيزة استطاع ( دويهارا ) تكوين شبكة من الجواسيس الذين قاموا بنقل كل كلمة قيلت خلف أبواب المؤسسات الحكومية الصينية. وفي الوقت نفسه استطاع تجنيد مجموعة كبيرة من مجرمي شوارع بكين ، وكان يدفع لهم مقابل قيامهم بأعمال شغب ومظاهرات بصفة منتظمة. كان ( دويهارا ) يخطط لأن تنقل الصحافة هذه الفوضى على أنها ( مظاهرات شعبية ) ليعتقد العامة في الصين أن البلاد تمر بحالة من الاضطراب ، أكبر مما كان عليه الواقع ، كي يفقدوا الثقة في حكومتهم. ثم بدأ ( دويهارا ) المرحلة التالية من خطته الكبرى ، والتي تتمثل في إضعاف إقليم ( منشوريا ) ، وذلك بتحويل سكان الإقليم إلى مدمني مخدرات. إذ أقام مئات الأكشاك التي تقدم دواءً مجانيا ً لمرضى السل القاتل ، ولكن الزجاجات الصغيرة الداكنة التي وُزعت بالآلاف ، كانت تحتوي على ( الأفيون ) ، ذلك المخدر القوي الرهيب. وبحلول عام 1937 ، عندما قامت اليابان بغزو الصين الضعيفة ، سقطت بسهولة وكان للجاسوس ( دويهارا ) دور بارز في تحقيق أهداف بلده. وفي مارس 1944 أصبح ( دويهارا ) قائدا ً للجيش الياباني في جنوب شرق آسيا ، واعتـُـبر مسئولا ً عن الجرائم المروعة التي اقتـُـرفت ضد أسرى الحلفاء في الحرب العالمية الثانية ، وفي نهاية الحرب وُجد مذنبا ً وتم تنفيذ حكم الإعدام فيه شنقا ً.

ليست هناك تعليقات: