الخميس، 17 مارس 2011

المرأة الحديدية

كانت الألمانية ( اليزابيث شراجميلر ) تـُـعد بمثابة أسطورة في كل أوروبا ، خلال الحرب العالمية الأولى ، إذ قامت بتدريب عدد كبير من الجواسيس الألمان بقسوة شديدة ، حتى أطلق عليها ( المرأة الحديدة ). وقد وجد أولئك الذين تجاسروا على سؤالها في المحاضرة التي تلقيها ، مسدسا ً محشوا ً مصوبا ً إلى رؤوسهم ، وتوقع أي جاسوس يفشل في تنفيذ أوامرها ، حكما ً فوريا ً بالإعدام ! وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى عام 1914 ، كانت ( اليزابيث ) قد حصلت على بكالوريوس في الاقتصاد من إحدى الجامعات الألمانية ، وكانت تتطلع للالتحاق بالجيش الألماني لتصبح من جنود الخطوط الأمامية. رُفض طلبها ، ولكن نظرا ً لإجادتها التحدث بأربع لغات تم تعيينها بمكتب رقابة البريد في بلجيكا ، التي كانت تحتلها ألمانيا في ذلك الوقت. ومن موقعها هذا ، بدأت في تحقيق حلمها ، فمن واقع قراءتها للخطابات اليومية التي يرسلها البلجيكيون لأصدقائهم ، تأكدت من أنها تحتوي على رسائل سرية للمقاومة. حظيت نظرياتها بإعجاب المسئولين الألمان ، حتى أنهم طلبوا منها الإشراف على مدرسة الجواسيس الألمان ، وهناك وضعت مجموعة رهيبة من التعليمات ، حيث كان يتم تجريد الطلاب الجدد من هوياتهم ، وكانوا يُعرفون بأسماء حركية ، كما طلبت منهم ارتداء أقنعة ، ومُنعوا من التحدث مع زملائهم الطلاب. على مدار اثنتي عشرة ساعة الأخرى ، يتم حبسهم منفردين في غرفهم ، وكانت تجلد الطلاب المتقاعسين بالسوط الذي تحتفظ به دائما ً ، وعندما تغضب كانت تشهر مسدسها ! استطاعت ( اليزابيث شراجميلر ) أن ترسل إلى الموانئ الانجليزية للحصول على معلومات بالغة الأهمية عن وحدات الأسطول البريطاني ، والأسلحة الجديدة التي تستخدمها ، بالإضافة إلى منظومات الرادار المتطورة. ولم يكتشف أعداء ألمانيا هوية ( اليزابيث شراجميلر ) إلا بعد انتهاء الحرب عام 1919 ، ولكن وقتها كانت قد تقاعدت لتعيش حياتها الخاصة في ( بافاريا ) بألمانيا.

ليست هناك تعليقات: