الجمعة، 11 مارس 2011

تيمورلنك الفاتح التتري

ولد تيمورلنك(1336-1405)، في مدينة كارشي جنوبي سمرقند، وهي المنطقة المعروفة الآن بإسم تركستان. تعلم منذ صغره ركوب الخيل واستعمال القوس والسيف، وتدرب على صيد الطيور الجارحة والوحوش، فشب جريئا قوي البنية. كلمة تيمور تعني بالتترية الحديد. وأصيب في إحدى المعارك بسهم في قدمه اليمنى، سبب فيها عرجا مستديما، لذلك أضاف أعداؤه إلى إسمه لنك أي الأعرج. تيمورلنك في الأصل من التتار الذين اندمجوا في المغول، في مستهل الرن الثالث عشر الميلادي، وأصبحوا يعرفون بالمغول. وعندما بلغ تيمورلنك الثالثة والثلاثين من عمره، أصبح حاكما لبلاده، بعد أن تخلص من منافسيه، وأخذ يجمع جيوشا جرارة، غزا بها بلاد فارس وجنوب روسيا والهند. في عام 1400 اكتسح حلب ودمشق وبغداد، وأحدث فيها الكثير من النهب والتخريب، وأخذ أفضل علمائها وأمهر صناعها وأرسلهم إلى سمرقند. ثم زحف إلى آسيا الصغرى، حيث هزم العثمانيين عند أنقرة في عام 1402، وأسر سلطانهم بايزيد الأول. استطاع تيمورلنك أن يبث في رجاله روح الجرأة والإقدام والتضحية بالنفس، فأصبح جيشه قويا مهيبا يخشاه الملوك والأمراء. الواقع أن هذا الفاتح التتري حير المؤرخين، إذ أنه رغم قسوته في الحروب والتنكيل بأعدائه. كان يأمر بقتل آلاف الأسرى وإلقاء جثثهم في المستنقعات. كان في الوقت نفسه يشجع الفنون والآداب والعلوم ويشيد القصور ويشق الشوارع والميادين ويغرس فيها الأشجار والحدائق كما وضع نظاما دقيقا للبريد.

ليست هناك تعليقات: