الخميس، 17 مارس 2011

الجاسوس الخائن

وُلد ( ألدريش إيمز ) عام 1941 بالولايات المتحدة الأمريكية ، والتحق بوكالة المخابرات المركزية ( سي. آي. إيه ) عام 1963 ، وكان مسئولا ً عن كشف عمليات التجسس الروسية واختراقاتها لأجهزة الأمن الأمريكية ، كما كان على معرفة بالعملاء الأمريكيين ، ومن يمدهم بالمعلومات داخل روسيا ، خاصة ً في الدوائر العسكرية. بسبب حبه الشديد للمال ، ذهب إلى السفارة الروسية بواشنطن في عام 1985 ، وطلب مقابلة السفير لتقديم أسرار هامة مقابل مبالغ كبيرة ، أي ليعمل كجاسوس روسي في الولايات المتحدة. أدت المعلومات التي قدمها ( إيمز ) للروس إلى الكشف عن حوالي مائة عملية تجسس أمريكية ، وإعدام ما لا يقل عن عشرة عملاء أمريكيين في روسيا. ودفعت المخابرات الروسية للجاسوس حوالي مليوني دولار ، مما مكنه هو وزوجته من العيش برفاهية لا تتناسب على الإطلاق مع أسرة أي ضابط عادي في وكالة المخابرات المركزية. وسرعان ما لاحظت الوكالة أن معلومات هامة تتسرب إلى روسيا ، غير أنهم لم يتصوروا وجود خائن بينهم ، وهو ما لم يحدث أبدا ً من قبل. تركزت الاستقصاءات الأولية على اختراق الاتصالات ، بواسطة أجهزة تنصت ، ولكن دون جدوى ، فقد كان ( إيمز ) حريصا ً للغاية في بث رسائله اللاسلكية للروس ، وعندما فشلت وكالة المخابرات المركزية في الكشف عن مصدر تسرب المعلومات ، وخشيت من عدم توفر السرية والأمان لقسم كشف عمليات التجسس الروسية ، لجأت إلى مكتب التحقيقات الفيدرالية ( إف. بي. آي ) ، الذي سرعان ما ركز اهتمامه على ( إيمز ) كأحد المشتبه فيهم ، ووضعه تحت رقابة دائمة. وفي فبراير 1994 كان ( إيمز ) يخطط للطيران إلى موسكو كجزء من واجباته بوكالة المخابرات المركزية ، وخشي مكتب التحقيقات الفيدرالية أن يستقر في روسيا ، ويطلب حق اللجوء السياسي ، فقبض عليه ... وبعد التحقيق معه لعدة أشهر ، اعترف بأنه جاسوسا ً لروسيا ، فحُكم عليه بالسجن مدى الحياة.

ليست هناك تعليقات: